لا تَنْخَدِعْ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

-

 لا تَنْخَدِعْ


الشاعر السوري فؤاد زاديكى


لا تَنْخَدِعْ يا صاحِبِي بالمَظْهَرِ ... ما أنتَ تَدرِي بالخَفِيِّ المُضْمَرِ

فالنّاسُ تُبْدِي ما ترَاهُ جَيِّدًا ... مُسْتَحْسَنًا يَلْقَى قُبُولًا, فَاحْذَرِ!

هذا سُلوكُ النّاسِ مُذْ كانُوا و مَا ... حَلٌّ بِيَومٍ مَا إذا لم يُقْبَرِ

في ذا سُلوكُ الغِشِّ يبدو واضِحًا ... لا تَنْخَدِعْ في ما تَرَى مِنْ مَنْظَرِ

ذِئبٌ تَراءى مثلَ حَمْلٍ بينما ... يَبقَى حَزينَ القلبِ إنْ لم يَغْدِرِ

النّاسُ أجناسٌ صحيحٌ قَولُنا ... هذا مِنَ الأمثالِ وفقَ المَحْضَرِ

إذْ صادِقٌ بالحالِ فَحوى داخِلٍ ... هذا مَهِمٌّ لِاخْتِبَارِ الجَوهَرِ.


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

-
 أنين يطوف صداه في صدري ويرحل بمداه يمضي قاهرا متمرد يزيد أوجاعي تعنت وتعند أنين بوقعه على روحي يتوقد وسهاد ليل جفت فيه المقل اسيرة الأيام عصية الليالي بالمرقد غبشاء العيون والنظر برؤياها يتحدر من اعاتب اعاتب الزمان بغدره يتوسد ليمضي الهوان يلفني تقمطا متوعد وإن دام الكرب بصفونا ؟ نسأل الله إن يزول الهوان والكرب ليشرق الفجر على اعتابنا أمل لايشيخ عمر من كان من ربه أقرب بقلمي
Read more »

منفى الرسائل...شعر خالد الخطيب

-
 منفى الرسائل وكأنها تلك الغريبة من ديار مشاعري وكأنها نارٌ وتحرق لهفتي. أطفأتِ فيضَ اللهفة في فصل الربيع والليلُ طال والهمُّ لم ينوِ الرحيل. قهرٌ على مدّ النظر في حدّ قلبي خنجرٌ والسهمُ في وسط الحناجر يستبيحني للهلاك. ما عدتُ أعرفني أنا ضاع التّصوّر في الغرام ما عاد غيمي ممطرًا لي أحرفًا شحّ الكلام من الورق والجدبُ في بحر القوافي ما نجا. بات الهواء كالسمِّ في قدح النبيذ بات الندى ترياقَ موت. لا لم يعد بعضُ الحنين. تلك الرسائل مُزِّقت تلك المحابر أُتلِفت ما عاد حِبرُها مستساغًا للغناء كرِهتْ حروفي لذّته. في الكفّ مِخرز من وجع ولن أعود لأكتبك في أيّ نصٍّ تقرئيه.  ما عاد نصّي يتبعك أو يلتفت. فلتغرقي كما غرقت ولتَبكي في كلّ اتجاه. قلبي حجر ولسوف أحرق دفتري ذاك الذي بين الحروف في ذات يومٍ سطّرك. خالد_الخطيب
Read more »

العجوز والماء… وجنازة الوطن // بقلم: جبران العشملي

-
 ✦ العجوز والماء… وجنازة الوطن ✦ ✍️ بقلم: جبران العشملي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  خرجت العجوز مع الفجر، لا لأن الشمس استعجلت حضورها، بل لأن العطش يُوقظ الأرواح قبل الضوء. الهواء ثقيل برائحة الغبار، والأزقة لا تزال تفرك عينيها من تعب الليل. تمشي كتفاها النحيلان، محمّلتين بدبّتين من البلاستيك المتهالك، لكن ما تحمله ليس ماءً فقط… بل عمرًا مكسورًا، وخذلانًا متراكمًا، وخطى مثقلة بوجع بلدٍ اعتاد أن يُحمّل الضعفاء ما لا يُحتمل، ويدلّل الأقوياء بما لا يُستحق. كل خطوةٍ منها كانت تشيخ، تتكسر تحتها حجارة الطريق، وتتنهد الأزقة بصوتٍ خافت، حتى الجدران كانت تشيح بوجوهها كي لا تبكي. هي لا تسأل، ولا ترفع عينيها نحو المارّين، كأنها تعرف يقينًا أن في هذه البلاد لا أحد يملك ما يكفي من الكرامة ليمنحها قطرة ماء دون أن يغرس فيها سكين المنة. تسير… وصوت البلاستيك يئنّ على الإسفلت كذكريات مقهورة، كأنها تمشي في جنازةٍ لا أحد يعرف من فيها، سوى قلبها الذي يحمل نعش الوطن، بيدين مشققتين من الغياب… ولا شهود. وفي مكانٍ آخر، تحت ضوء ناعم لا يشبه الشمس، وفي قاعات...
Read more »