الساكن والمتحرك الكاتب والشاعر د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي

الساكن والمتحرك

الكاتب والشاعر د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي

ما كنا نعد له العدة لاستقباله بفارغ الصبر وننتظر قدومه على أحر من الجمر لنستقبله بالحفاوة والتكريم، قد أتى

واستوطن، فعند التقاء المتحركين وثباتهما على الرقم صفرا تمت مراسم الاستلام والتسليم حيث أتى الضيف المستوطن على مدى إشراقات شمس وغروبها على مدار ثلاثمائة وخمس وستين أتى حامل أجندته بين طياته وما أن استقر به المقام حتى اندفعت عقارب الساعة معلنة مباشرة أعماله وبسط نفوذه وافتتاحه كراسته معلنا أولى جلساته التي سيتلو فيها علينا جدول أعماله، كان بودي استقباله وكنت متلهفا لذلك غير آبه بوداع سابقه الذي أمقته ولكن ولسوء حظي لم أكن على أهبة الاستعداد، خجلت أن أستقبله وأنا بهيئتي الرثة دون أن استحم والبس الثياب النظيفة فقد مضى وقت طويل دون أحظى بحمام يزيل الأوساخ من على جسدي وثيابي ورائحة العرق والعفونة التي فاحت منها، لجات إلى سخان الماء استعطفه كي أحظى ولو بقليل من الماء الحار ولكن للأسف لم يسعفني الحظ لعدم توفر ولو قليل من الوقود يساعدني في تسخين الماء وأيضا الكهرباء تطاولت تكبرا وتمنعا فأمعنت في الاستهزاء بنا فما كان مني أن لجأت إلى موقد الطعام ووضعت عليه قدرا فيه بعض الماء فناء الموقد بجانبه معتذرا بنفاذ وقوده أيضا منذ أمد، فما كان علي سوى الهروب إلى فراشي واندست فيه طالبا النوم محروما من بهجة استقبال ذلك الضيف على مضض وعلى أمل أن يلتمس لي عذرا ويسامحني على تخلفي عن استقباله وعلى اعتبار أنه سيكون ضيفا مقيما سيراني وسيرأف بحالي، والمهم أنه أتى واستوطن وبزغت أولى شعاع شمسه الأولى ولا بد أننا سنرى ماذا استودعته الاقدار معه، صحيحا ةمن المعلة أن الإنسان هو من وضع الأجندة والتقويم ورقم وحدد الساعات وسمى المسميات والاهلة والاشياء والأيام ليدونها في سجل تاريخه منذ ان وجد على الارض وجعل للأيام عدتها إلا أن شروق الشمس وغروبها هما من يحددان تواليها والانسان هو الذي يسطر أحداثها وهو بطلها الحقيقي ومدونهاوهو الذي يستطلع المستقبل ويصنعه وهو الذي يصنع التاريخ، والاقدار مقدرة منذ بدء التكوين ونزاع المتضادات والانسان هو محور الاحداث فاعلا ومتفاعلا قبولا ورفضا وازعانا واباء، وكل ذلك سيبقى مسطورا ان كان علنا او في عالم الغيب، ورغم ذلك يلجأ الإنسان إلى الخيال والتمني هروبا من واقعه مهما كان نوعه او مد النظر الى البعيد يستطلعه او يستعجله فلا فرق سيان، المهم الانسان بطبعه شغوف باستطلاع المستقبل الغامض مفضفضا عن نفسه او مستبشرا، ولكن كل ذلك لا يصنعه المنجمون والعرافون وقراء الكف والبخت، ويبقى لكل انسان قدره ولكل امة قدرها وغالبا تصنعه بنفسها متخطية ما قدر لها فالأحداث والتطورات تحدث بسبب احتمالات شتى وتجاذبات مختلفة وأحينا نحمل أوزارها لتلك الأجندة التي يأتينا بها كل ثلات مئة وخمسة وستون يوما زائرا نستقبله مهللين له بعد أن نودع سابقة في نفس الوقت قد نكون راضين عنه او غير راضين

فيد تودع ويد تستقبل وهكذا الأيام دول.

الكاتب والشاعر د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.