الجُنونُ....شعر عبدالله سكرية

 .عَودٌ إلى الصّباحاتِ الجميلةِ ..

....الجُنونُ....

إنّي أتيتكِ ما يليقُ بصحبةٍ

صبْرًا وعمْرًا ما بفعلي نادمُ .

فاضت سنونٌ لستُ أعرفُ عدّها

وأنا المعنّى ، والسّرا بُ قائمُ

قد قيلَ عنّي : بعدُ طفلٌ ما لهُ

بين الزّهورِ، وما بوردٍعالِمُ

قد قيلَ عنّي: من بحبٍّ قد وهى

يحملْ ، ففي حبّيه سعدٌ يؤلمُ

قد قالوا عنّي: لنْ تنالَ نجمةً

يا نجمةً صبحًا ، هوايَ الأنجُمُ

أنتَ ابنُ دارٍ ، لا نودُّ نوالَها

ما بالسّماوة غيرُ جنٍّ يحلمُ

قالوا: تأنّ من يهيمُ بنسمةٍ

فهُو الجنونُ! ألا بصعبٍ يعلمُ ؟

بعدٌ  ونأيٌّ  واشتياقٌ مرّةً

من قالَ إنّا قدْ ننوءُ ونسأمُ؟

هذا فؤادي قد ملَكتِ أمرَه

يا طيبَها ، لولا بطيبٍ أُحرَمُ

أنا عاشقٌ ،والعشقُ منّي نعمةٌ

قلبي رقيقٌ  . من رقيقٍ أنعمُ

لولا وزنتِ الكونَ قد زانَ لكِ

في كفّةٍ ، حبّي وربّي أعلمُ

مالتْ جروحي من هواك بكفّةٍ

نارًا تورّي في الضلوعِ وتُضرمُ

ما بالُ أجنحتي تطيرُ للعلى،

ما بالُ قلبي عَقدَ قهرٍ يُبرمُ؟

أحببتُ فيك يا منايَ نظرةً

من عين عاشقةٍ ومنها يُفهَمُ

أحببتُ قدًّا ضامرًا يا لينَهُ

ليَّ الورودِ وبالرّفاهة ينعَمُ

عانقتُها طيفًا ووهجًا تائهًا

ما كنتُ أدري أنْ بيومِ أُهرَمُ

أحببتُ فاكِ وذاك سرٌّ كاتمٌ

لا ،لا أبوحُ بما  يسرُّ ويُكتَمُ

سرٌّ من الأسرارِ ، حبُّك دائمُ

ما هانَ عمري لو لعمري هادمُ .

عبد الله سكريّة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.