ديكنا وبنت الجيران)) ماجد محمد طلال السوداني
((ديكنا وبنت الجيران))
ماجد محمد طلال السوداني
العراق - بغداد
تشرقُ شمسنا على عجلٍ
يعلو صياح صوت الديك
عند الصباح يهربُ الكسل
ديكنا مغرم بالصياحِ
ينفشُ ريشهُ الزاهي بالألوانِ
يغازلُ دجاجات الجيرانِ
كالرجلِ ساعة غزلَ ألنسوانِ
من غزلِ ديكنا
تفرحُ دجاجات الجيران
كفرحِ النساء من كلامِ الرجال
ديكنا يفوزُ بمحبتهن
يبحثُ فيهن عن الجمالِ
عن ذواتِ الحسن والدلال
فازَ ديكنا بالملذاتِ فقد كان جسورٌ
بنت جارتنا السمراء
تفرحُ لغزلِ ديكنا عند الصباحَ
تنظرُ لعشقِ الديك تطربُ
نظراتها بريئة عذراء
ممزوجة بالحياءِ
تنظرُ بشوقٍ تلجُ بالدعاءِ
أن يقفزَ صاحب الديك لسطحِ منزلهم
يحظنها لصدرهِ يقبلها كيف ما يشاءُ
تسامرهُ ساعة عند الصباح
يقبلها على مهلٍ
يظمها بالاحضانِ
يطبعُ قبلاتهُ على الأجفانِ
يُطمئنُ قلبها الولهان
يخلصها من الاستحياءِ
يصبحُ لها حبيباً ساعة من الزمنِ
يكون لها منذ الصباح رداء
ينعشُ انوثتها بعد سنينَ الكسل
ينعشُ روحها بعد أن ملتَ الصبرِ
يوقظُ قلبها بعد طوالِ الأنتظارِ
يحي مشاعرها من الخجلِ
بعد أن طوتها ظلمة النسيان
يمنحها أسمهُ والعنوان
يخلصها من عطشِ الحرمانِ
مبارك لكَ يا ديكنا هذا الهناء
أنتَ مع دجاجاتكَ ترطنُ
وأنا أعيشُ حياتي هباء
مجرد خيال وأحلام شعراء
وحدي أعيشُ قساوة الحرمان
لم يبق لي إلا أيامَ الرجاء
القليل من عمرِ الاهتداء
اتنقلُ مع طيفكِ بمحطاتِ
الذكريات
تخترقُ مسامعي كلَ الأصواتِ
الأصوتكِ أنتِ يبخلُ
أطوفُ مع طيفكِ بطرقاتِ الحنين
بدون أمانٍ
من هواكِ همتُ
أنادي بأسمكِ من زمانٍ
بصوتِ رجل ولهان
من نقصِ الحنانِ
تعالي نكشفَ ما في الصدورِ
من عذابٍ وألمٍ وغرورٍ
يزدادُ اشتياقي لنظراتِ العيون
بنظرةِ منكِ تكتحلُ
العيونَ
من لوعةِ حبكِ قلبي يطحنُ القلق
رحيلي عنكِ قريباً لا محال
رغم الوجعِ
ستبقى جروحكِ على جسدي بدون دواءٍ
باقية عذاباتكِ للمماتِ
لاداعي للأعتذارِ
ستبقى أوجاعُ جراحاتكِ
بقلبي غافيةً داخلي أعوام
ربما سنينَ حتى ساعة الاحتضار
منقوشة على جسدي تكتبُ سؤال
بدون جوابٍ
رغمِ النوى أتجرعُ دونكِ الأخطار
ماجد محمد طلال السوداني
تعليقات
إرسال تعليق