الزلزال والفيضان والبركان والتسونامي .. ( 1 ) د.علي أحمد جديد

 مختارات ..

=-=-=-=-=-=


 الظواهر الكونية 

الزلزال والفيضان والبركان والتسونامي ..

                 ( 1 )


                        د.علي أحمد جديد


الزلزال هو ظاهرة طبيعية تحدث في باطن الارض وينتج عنها هزات أرضية مفاجئة نتيجة تحرك الصفائح الصخرية في عمق الأرض بمسافات متفاوتة فتُحدِث شقوقاً وتصدعات في القشرة الأرضية لاهتزازها بشدة وبصورة مفاجئة لايمكن التكهن بتوقيتها مهما كانت دقة الدلائل التي تشير إلى حدوثها . 

ويحدث الزلازل على اقسام واسعة من القشرة الأرضية المعروفة علمياً باسم (الصفائح التكتونية) . 

وتتحرك الصفائح التكتونية بشكل بطيء على مدى فترات طويلة من الزمن لتحدث تعثرات في خطوط الصدع بينما تستمر الصفائح التكتونية  في التحرك . وعندما يزداد الضغط تحدث تحركات مفاجئة مما يتسبب في الهزات الارضية (الزلزال) نتيجة  انتقال الرسوبيات إلى داخل طبقات القشرة الأرضية بصورة كبيرة وعلى مساحات كبيرة ما يتسبب بحدوث ثقل في تلك الطبقات واختلال طبقات الأرض وتخرج طبقات القشرة الأرضية تترافق أحياناً مع ارتفاع كبير لدرجات الحرارة في باطن الأرض ما يكون سبباً في انصهار المكونات الصخرية ، وتآكل الطبقات الصخرية وهو مايُحدِث  الاهتزازات المفاجئة في القشرة الأرضية .

 وللزلازل ثلاثة انواع تنقسم بناء على شدتها وقوة اهتزازاتها وهي كالتالي :


* - زلازل ضحلة : 

إذْ أن الزلازل الضحلة ضعيفة في اهتزازاتها وتنشأ على عمق 70 متراً في باطن الأرض . 

* - زلازل متوسطة : 

 وتكون على عمق يتراوح بين 300 و700 متراً في باطن الأرض . 

* - زلازل عميقة : 

وتنشأ على عمق يزيد عن 700 متراً في باطن القشرة الأرضية .  

وتعتبر الزلازل من الكوارث الطبيعية التي ينجم عنها أضرار عديدة يمكن تصنيفها في :

1 - تشققات في القشرة الأرضية . 

2 - تدمير وهَلْاك في المباني . 

3 - تخريب في المنشآت . 

وفي كثير من الأحيان قد يعقب الزلزال موجات مرتفعة ومدمرة في مياه البحار  مثل موجات (تسونامي) . 

4 - وقد تصل الاضرار أيضاً إلى اقتلاع الأشجار وتدمير البنية التحتية وانقطاعات في التيارات الكهربائية . 

5 - تدمير المدن والقرى والتسبب بإصابات الكثير  من الجرحى والقتلى . 

6 - تعطيل وإيقاف جميع أنشطة الحياة وتوقف شبكات الإتصال والمواصلات . 

وفي التاريخ الحديث  كانت الدولة الأكثر تضرراً من الزلازل هي (تشيلي) الواقعة على حزام من الزلازل في أمريكا اللاتينية ، إذْ  يحدث في تشيلي ما يقرب من 1000 زلازلاً يومياً هذاإضافة إلى الفيضانات .

ولهذا تأثيره السلبي بالطبع الذي ينتج عنه الكثير من الخراب والتدمير وأعداد غير قليلة من القتلى والجرحى . 

 وعلى الرغم من التطور الذي حدث في العالم  للأجهزة والتكنولوجيا إلا أن التنبؤ الدقيق بالزلازل ليس من الأمور التي يمكن للعلماء القيام بها . 

ولكن يمكن تحديد أماكن خطوط الصدع على وجه التقريب وبالتالي تكون  المعرفة للأماكن الأكثر احتمالاً لحدوث الزلزال . 

وقد كان أقوى زلازل على الإطلاق على مرِّ التاريخ هو الذي وقع في جنوب دولة تشيلي واطلقوا عليه تسمية (زلزال فالديفيا) الذي وقع في 22 مايو 1960. 

حيث وصلت قوة اهتزازه إلى  9.5 درجات على مقياس ريختر وبذلك يكون أقوى الزلازل التي عرفها العالم وحتى اليوم .

ولأن الزلزال هو اهتزاز مفاجئ لسطح الأرض ، فإن  الموجات الزلزالية تعبر من خلال طبقات الصخور في باطن الأرض بسبب تحرّر أحد أنواع الطاقة المُختزنة في القشرة الأرضية ، وتؤدّي هذه الاهتزازات إلى تصادمات بين الكتل الصخرية وبالتالي انزلاقها . وعادةً ما تحدث الزلازل في المناطق التي يتواجد في قشرتها الأرضية صدوع جيولوجية تتحرّك فيها الصخور بطريقة كفيلة بتحريك مجموعات صخرية أخرى ، وتتواجد مناطق الصدوع الجيولوجية على الحدود الفاصلة بين الصفائح التكتونية التي تُكوّن القشرة الأرضية . وتُشكّل القشرة الأرضية مع الطبقة العُليا من الوشاح ما هو معروف بالصفائح التكتونية  التي هي مجموعة من الصفائح المترابطة بعضها ببعض وتُحيط بالكرة الأرضية ، إذْ تتحرّك هذه الصفائح بشكل منفصل حركةً بطيئةً فتتشابك أطرافها ممّا يؤدّي إلى تخزين الطاقة التي تُسبّب حركةً عند الحدود ، ومع استمرار حركة الصفائح تبقى حدودها متشابكة ببعضها بينما ينفصل الطرف عن باقي الصفيحة ممّا يؤدّي إلى حدوث الزلزال عندما تصبح كمية الطاقة التي تُحرّك الصفائح أكبر من قوة الاحتكاك بين حدودها . ومما لاشك فيه أن الزلازل تسبب العديد من المخاطر والكوارث البشرية التي يتراوح تصنيفها بين  مخاطر أولية أو مُباشرة للزلزال ، ومخاطر ثانوية غير مباشرة تبدأ باهتزاز الأرض ، وينجم هذا الاهتزاز مرور الموجات الزلزالية السطحية بالتحديد ، ويُعتبر  المُسبّب الرئيسي للضرر الأكبر للزلازل . وتعتمد شدّة الاهتزاز على عوامل متعددة منها : 

- البعد عن مركز الزلزال .

- قوة الزلزال . 

 - الظروف الجيولوجية في المنطقة حيث تقل شدّة الاهتزاز كلّما كانت الصخور أكثر صلابة ، وكذلك يعتمد مقدار الضرر على نوع الإنشاءات والهيكل البنائي في المنطقة ، ففي حال كان نوع الإنشاءات خرسانيّاً يزداد الضرر اللاحق بالمباني على عكس الإنشاءات الخشبية التي تمتاز بالمرونة وبتحمّلها للاهتزازت القوية . كما تُحدِث اهتزازات الزلزال القوية التصدّعات والتشقّقات الأرضية على طول منطقة الصدع التي تتحرّك أثناء الزلزال ، ممّا يؤدّي إلى انهيار المباني المتواجدة فوق الصدع مباشرة ، أمّا المباني التي تكون قريبة منه أو على جانبيه فقد لا تتضرّر كما لو كانت فوق الصدع مباشرة .

وتلي  الزلزال مايسمى بالهزات الارتدادية والتي 

هي عبارة مجموعة من الاهتزازات المتتالية التي تتبع الهزّة الرئيسية ، والتي تحدث بسبب اختلاف الضغط في القشرة الأرضية الذي تُسبّبه الهزة الرئيسية . ويمكن أن يتسبب الزلزال باشتعال الحرائق ، وتُعَدّ النيران من التأثيرات الثانوية للزلازل ، إذ إنّها تحدث بسبب انهيارات في شبكة الكهرباء أو في خطوط نقل المحروقات ، ويزداد تأثيرها في حال انهيار شبكة نقل المياه ، وبالتالي عدم القدرة على إخماد الحرائق ، وفي هذه الحالة قد تكون النيران هي المسؤولة عن أكبر نسبة من ضرر الزلزال كما حدث عام 1906م اثناء زلزال سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية . 

وعادةً ما تحدث انهيارات صخرية من المناطق المُرتفعة نحو المناطق المُنخفظة بسبب الاهتزازات الأرضية .

كما ينجم عن اهتزازات  الزلزال تدفّق المياه بين الفراغات الموجودة وبين حبيبات الرواسب غير المُشبعة ، ممّا يؤدّي إلى إحاطة المياه بجزيئات الرواسب من جميع الاتجاهات وفقدانها للتلاصق مع بعضها البعض وبالتالي تدفُّقها فوق سطح الأرض وذلك مايسمونه (التميع) الممهد إلى تغيّر في مستويات سطح الأرض ، سواء كان ذلك بارتفاع مستوى مناطق معينة أو بهبوط مناطق أخرى .

وقد يتبع الزلزال أيضاً ثوران في أمواج البحر المسماة باسم (أمواج تسونامي) وهي أمواج مُحيطية تكمن خُطورتها في نقلها لتأثير الزلازل عبر المحيطات ، ممّا يؤدّي إلى حدوث أضرار على بعد آلاف الكيلومترات عن مركز الزلزال .

وتُعتبر الفيضانات أيضاً من التأثيرات الثانوية للزلازل، وتحدث نتيجة تشقّق السدود بفعل الاهتزازات ، أونتيجة أمواج تسونامي ، أو بسبب اختلاف مستوى سطح الأرض في منطقة معينة كان قد أصابها الزلزال .

وعملياً يُمكن ترتيب الإجراءات الوقائية لتجنّب مخاطر الزلازل اعتماداً على الحالات والظروف  عند التواجد داخل مكان مُغلق كالاحتماء بقطعة أثاث متينة وقوية ، وفي حالة عدم توافرها يجب الانبطاح أرضاً وتغطية الرأس بواسطة الذراعين ، 

والابتعاد عن النوافذ أو قطع الأثاث المُعلّقة والخزائن التي تحتوي على أدوات ثقيلة وتجنّب محاولة الهروب أو الركض داخل المبنى أثناء حدوث اهتزازات الزلزال . وكذلك 

عدم مغادرة السرير في حالة التواجد عليه أثناء حدوث الزلزال والحرص على تغطية الرأس بوسادة سميكة . كما يجب تجنّب استخدام المصاعد وتثبيت عجلات الكراسي المتحرّكة للأشخاص الذين يستخدمونها .

أما بحال التواجد في مكان مفتوح فيجب التوجه إلى ساحة مفتوحة وآمنة ، والابتعاد عن خطوط الكهرباء وعن المباني أثناء التنقّل ، والتوقّف عن القيادة وركن السيارة على جانب الطريق فوراً ، كما يستحسن الذهاب إلى المناطق المُرتفعة في حالة التواجد على الشاطئ عند حدوث الزلزال هرباً من أمواج تسونامي .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

علامة إستفهام؟فتحي موافي الجويلي

((خَاطِرة : رَاجع حِسَابك )) ✍أبو بكر الصيعري