رحاب..قصة قصيرة بقلم حنان حلمي

 قصة قصيرة

بقلمي حنان حلمي

رحاب

هناك بعض من البشر يجيئون إلى الحياة وهم ليسوا كباقي البشر يطلق عليهم أصحاب القلوب الرحيمه أهل الله وأصحاب القلوب القاسية يطلقون عليهم هبل أو متخلفين كانت هناك سيدة عجوز اسمها صباح أنجبت في سن متأخرة  بنتا أطلقت عليها اسم رحاب ولكنها سرعان ما تبدلت سعادتها بإنجاب ابنتها إلى حزن كبير عندما علمت أن ابنتها غير طبيعيه وأن عقلها توقف عن النمو عند سن معين وكان كل المحيطين برحاب يتنمرون عليها ويطلقون عليها رحاب الهبلة

كانت صباح تعمل عاملة نظافةأ سطح أو جراج أو بدروم  في مقابل أجرة وأيضا تأخذ كل ما في السطح من زجاجات بلاستيكية أو صفائح أو أي مخلفات  تبيعهم لتجار الخردة وكانت رحاب تعمل معها وتحمل كل هذه الأشياء وكان كتف رحاب عكازا لامها كل يوم تنزل الى الشارع بجانب أمها   وكان هناك من يساعدهم بادخار مخلفاتهم كمساعدة وكانت صباح تخاف على رحاب كثيرا كانت تفكر كيف ستواجه رحاب الحياة بعد رحيلها 

 رحاب سمراء تحركت بداخلها غريزة الحب  فعندما تشاهد أحدا من الشباب  ترسل له القبلات بيديها على الهواء وتسبل بعينيها تجاهه بالرغم من حالتها الذهنية ابى قلبها بالتخلي عن الحب كان قلبها يدق لمن تراه بسرعة رهيبة وفي مرة  أرسلت  القبلات لشاب جميل جدا وأخذت  تسير وتمشي وتتحرك أمامه محاولة لفت انتباهه إلى أن لاحظ زميله وضحك وقال إنها تسير من أمامك لتلفت انتباهك ضحك الشاب واستهزأ بها وقال لم يعد غير الهبلة لتلفت انتباهي وأخذ الشابان يتلمزون ويضحكون ويتنمرون عليها فبكت  ومرمغت نفسها في التراب وأخذت أمها تضربها لأنها لم تهدأ ومر رجل حكيم أخذ يحدثها  بكل عطف ويهدهد عليها لتسكت 

سكتت رحاب وهدات تماما وكأن الرجل ألقى عليها تعويذة من السحر وحدثها قائلا اهدئي الله أعد لك ولامثالك مكانة عظيمة في الجنة وهنا أخذتها أمها في حضنها وقالت لها ابتعدي  عن كل الرجال والشباب فجميعهم سيتنمرون عليك ولكن كيف لأم بسيطة غير متعلمة تتعامل مع رحاب وغريزتها لم تحاول أن تعلمها كيف تواجه الحياة فرحاب كانت بالنسبة لها مصدر لمال وفير تغرف منه دجاجة تبيض لها كل يوم بيضة من ذهب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.