فداء..أ. حسن المستيري

 فداء


من تحت الرّكام

تعالى أنينها

يدمي الحجر الجاثم مكرها

على صدرها

بالأمس كان يأويها

يحفظ سرّها

بالأمس كان يترنّم بغناءها

و يَدمى لحزنها

فهي طفلة بعمر الحمام

أبتي ، أبتي 

ما هذا الظلام

ما هذا الحِمل الثّقيل

أعجز عن الحراك

بالكاد ألتقط أنفاسي 

بالكاد أستطيع الكلام

أشعر يا أبتي بالألم

يفصل لحمي  عن العظام

تعال خذ بيدي

و دعني على صدرك أنام

فَعَلَا صوته في الأرجاء

أغيثوا ابنتي

بحق السّماء

اهتاج الدّمع في العيون

 و سارع مَنْ حَوْلَه 

في الأنقاذ ينبشون

بحثا عن الطفلة فداء


و بعد سويعات انتشلوها

بالأيادي تخاطفوها

جسدا منهكا 

مضرّجا بالدّماء

ثمّ في الإسعاف نقلوها

إلى مشفى غصّ بالجرحى

و خلا من الدّواء

هو الحصار يا سادتي

يئد العجزة و الصّغار

هناك شهدوا

 غروب  عيون فداء

و قد أسلمت لربّها

روحا ملائكية النّقاء 

فلم يبقى لأبيها 

أن يقبّل منها 

سوى الحذاء

و أن يتسائل مذهولا

ما ذنب فداء

ما ذنب فداء 


بقلمي حسن المستيري 

تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.