حكاية المنافق _أ. غازي جمعة
_ حكاية المنافق _
هي الدنيا تقلبنا كما تشاء
وتطرحنا في ساحاتها لا تأبه لما نقول وما يقال
يُذل فيها عزيز قوم وترفع من أراذلنا ما تشاء
بالأمس كان يلعق أحذية أسياده من العِظام
واليوم يركعهم تحت الأقدام
لم يبذل جهداً ولا كان يوماً من العِظام
كل ما في الأمر أنه كان ينافق باستمرار
تمسكن وتذلل باقتدار فتمكَّن وتحكَّم متطاولاً على الكبار
العيب ليس في المنافق الذي تطاول وظلم وحكم باقتدار
العيب فيمن سمع كلامه وطرب وقلدَّه المناصب الكبار
لا عجب فهو جاء بنفس الطريقة مع أن مخَّه مخَّ حمار
أتت به صدفة أو واسطة وصار مسؤولاً وهكذا شاءت الأقدار
يطرب لكلام المدح من كل منافق رعديد جبان
يقرب اليه كل كذاب أفّاق مدلِّس دجال
هذا ما جعل الحياة تزهو لكل منافق نمَّام
رباه اسحق كل من يحب المنافقين ويقربهم
دون حق ليعلون على السادة والأخيار
(( غازي جمعة ))
تعليقات
إرسال تعليق