عُودي كَما كُنت..أ. حسام الدين صبري
عُودي كَما كُنت
__________________________
عُودي عُودي كَمَا كُنتِ
امرأة من طِين
عُودي كَأساً رخيصاً
لَذَّةً لِكُلِ الشَارِبين
للراقي والأحمق والفقِيه
والجَاهل عُودي
عُودي قصراً لِكُلِ الضَائعِين
لم تعُد تَسعُك دفاتري
فَأينَ بعد اليومِ سَتسكُنين
ماتت قصائدي وهيَ بِكرٌ
كَفنتُها وشَيعتُها بصمتٍ حزين
المَوتُ خيرٌ لَها
والتَشرُدُ نعمة إنْ كانَ المأوى
قلباً بِلا مذهَبٍ وبلا دين
انزعي عن جِلدكِ أثوابي النَقِية
فلا تُبقني ولاتَبقين
إني كتبتُ السطرَ الأخير
فلا يَعنيني ماذا ستَكتُبين
عُودى نَجمةً
تلمعُ في أعيُنِ المُغيَّبِين
عودي قصةً
تَخُطها يدٌ وتمحوها يدٌ
عودي فَالليلُ مليءُ بالعَابِثين
عُودى حديقةً بلا أسوارٍ
فَالأرضُ مليئةُ بِالجَائعين
اليوم ياقِطتي وهبتُكِ الحُرية
على بَابي لاَتَقفين
لم يعُد لكِ في الصدرِ شيءٌ
في محرابي لاَتَشفعُ دموعاً
فلا تَبكِين
انطفأت كُلَّ شموع المغفِرة
في عَينَيكِ واغتَربَ القَلبُ
في بلادِ المجهول فلا تَبحثين
اليومَ أوقفتُ نزيفَ أيامي
وحرقتُ جميعَ أشعاري
حتى الحُبَ والحَنين
قَد نَزفت العُمرَ عِشقًا وأنتِ
وأنتِ تَسلُبين
وكَم بَكيتُ فوقَ قصَائدي
وأنتِ تَضحكِين
عوي حيثُ كُنتِ أنَا أرضي
طَاهرةٌ وليست للخَائنين
ونهرُ حُبي مُقدسٌ فبأيُ عينٍ
تَعُودين وتشربين
لاَتَختبئي في رِداء الدموعِ
قد نزعتِ ثوبَ البرائةِ والطُهر
فأيُ دورٍ تُمثلينَهُ آلاَتَستَحين
ياصَاحبةَ الكأس
إني شَبعتُ إني اكتَفيتُ
إن كانَ الخيطُ الأسود
بِعَينَيكِ موصولاً
فأنا اليومَ منَ الصَائمين
وإن كنتِ فِتنةَ العُمر
أنا اليوم من التَائبينَ.الزاهِدين
اليوم يومُ الحقيقة فلمَاذا
لمَاذا أنتِ تُنكِرين
أيُ كأسٍ لَعبَت برأسكِ
ومِن أي خمرٍ ترتَشفين
قد أُسدِلَ الستارُ
وانصرفَ النَاسُ جميعاً
فَماذا خَلفَ الكواليس
تنتظرين
التهبَ المسرحُ تصفيقاً
وهنأتُكِ على الدَور
ماذا بعد أنتِ هُنا تُريدين
ياعُصفُورتي
ضاقَ بكِ برَاحُ صَدري
وضاقت بكِ الضلوع فكيفَ
في أوردتي يومًا ستُحلقين
ياسيدتي أفيقي أنتِ الآن
في عِداد المَيتين
رحمَ اللهُ رحمَ الله قلباً
كنتُ أظُنهُ وفياً أمين
_______________________
حسام الدين صبري
تعليقات
إرسال تعليق