الرّسالة الأولى من ميلينا..بقلم أ. حسن المستيري
الرّسالة الأولى من ميلينا
مِن خلف الحُجُبِ
أكتبُ إليكَ يا سيّدي
أنا الرّاهبة المكبّلة
سليلةَ العُقدِ
لقلبي البريءِ
تَسَلَّلَ عِشقُكَ ربيعا
يبعث الحياة في حقول الوردِ
ريحا تغازل الأمواج
و تغتسلُ بالزّبدِ
نارا تُلهبُ مشاعري
هشيما للموقدِ
لا أذكر أنّي أهديته فرصةً
لا أذكر أنّي وهبته أملاً
بحصاد حبٍّ محالٍ
أو حتّى مجرّد موعدِ
ألفَ مرّةٍ حذّرته
ألفَ مرّةٍ أغلقتُ
في وجهه أبوابي
و منعتُ وُقوفه بأعتابي
ألفَ مرّةٍ رَجَوْتُهُ
أن لا يدنّس بالحبّ معبدي
عذراءَ المشاعر
مضيتُ في رحلتي
أرى الحبّ عابر سبيلٍ
يوزّع على النّاس وهما
و أرسمه سرابا في الفلات
فأيّ أحمقٍ بروحه
لهُ يَفْتَدِي
من خلف الحُجُبِ
أكتبُ إليكَ يا سيّدي
أنا المُلْتاعةُ كالقمر
أضيء ليل العاشقين
و عتمة الشّوق تَقْبُرُنِي
آهات قلبي اشتدّ نبضها
فمَنْ غير الله ينقذني
يا إمام العشق ....
إليكَ أكتبُ
لِأعلن خطيئتي
و أتبرّأ من ذنوبي
فأنا أحبّكَ ، أعشقكَ
يا قابضا مشاعري
يا قاتلا على يديه
موتي أَرْتَجِي
فُدِيتَ ...
يا نور عيون ميلينا
يا لامعا كالبرق
في سماء مهجتي
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
تعليقات
إرسال تعليق