المجاز في القرآن الكريم ) جزء 1 و2 ... د. نوال حمود

 السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

[رمضان كريم 

وكل عام وانتم بألف ألف خير ]


نبدأ اليوم معكم بباكورة حلقاتنا  عن ( المجاز في القرآن الكريم ) ...  


           🌠  المقدمة 

الحمد لله رب العالمين ، الذي 

هدانا إلى الصراط المستقيم 

و خصنا بمحمد النبي الأمين 

صلى الله عليه وسلم وعلى آله و صحبه الغر الميامين ..

الحمد لله الذي أنزل علينا كتابه المبين ، كتاب رحمة و هدى للعالمين ، إنه كتاب فصاحة وبيان فيه شفاء من كل داء لكل مكان و كل زمان..

كتاب فيه أخبار السابقين ، وفيه أخبار اللاحقين ، و بين 

دفتيه أحكام و بينات و دستور المؤمنين ..

كتاب ينهل منه أصحاب الهدى 

و يتمسك به من كان على الصراط المستقيم ...


هو القرآن الكريم ، كلما قرأناه 

كلما اكتشفنا الجديد، و تعلمنا الكثير الكثير مما يتضمنه في سوره و بين آياته الكريمة ، آيات سمت بالناس لترفعهم 

درجات ، و تقربهم من خالقهم 

عز وعلا شأنه ..

كتاب مبين كلما قرأناه استوقفتنا كلماته ، و ما تضمنته من معان عظيمة تتجه بنا الى السمو في الفعل 

و القول ، فتتسامى نفوسنا لفعل الخير الواجب ..

و عندما نبحر في تسام تصاعدي لهذه العبارة أو تلك 

تستوقفنا صور رائعة لمبدع 

علا شأنه و جل ..

صور تأخذ الألباب بألوان الطبيعة الممتزجة بروح القاريء ليصل معها إلى إضاءة تأخذ الروح ، وتهيم النفس بها عشقا" 

  صور بسيطة أو مركبة؛ 

من المجاز بشتى أنواعه لتعطيك استعارة لها مثيلها بأرض الواقع ، و تفتح الطريق 

لمعرفة تصوير أبدع الخالق به ،  يرتسم  في العيون لينعكس على العقل بألوان بديعة تمنح الحافظة قدرة خارقة لإنارة درب القدرة الدراكة ، و مع توالي القراءات 

للعبادة و الفائدة و الاستشفاء 

والمتعة ، استوقفتني هذه الصور ، فأحببت التعمق فيها و وجدت نفسي أبحث بجد و اجتهاد لأنهل منها، و أصل لكنهها ، [و لعلي اصل _ بعونه تعالى _ ]ثم وجدت في هذه الصور لهفة الغريق إلى سفينة نجاة تلوح في الأفق البعيد ...

فترسم أملا" جميلا" لما بعد الأفق الذي لا تراه العين .


السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

الحلقة الثانية من ( مجاز القرآن ) 

سنقف  وقفة منقب أمام كل أنواع الجواهر  و اللآلىء  المعروفة  و غير المعروفة ، وقفة باحث عن جوهرة رائعة الألوان ، تسطع بين أخواتها بنور التوحيد؛

 كأنها فيض أشعة يضمك بحنان ليصل الدفء إلى القلب ، فيزداد نبضا" متدفقا" من الدماء ليصل إلى خلايا الفكر ، فيشكل لوحة واسعة لخالق مبدع وسع كرسيه الأرض والسموات ..

و أردت أن اقرأ قراءة حديثة للمجاز في كتاب يصح لكل زمان و لكل مكان ..

أحببت أن أقدم هذه الحلقات بحلة جديدة تتناسب والعصر الذي نعيشه وخاصة بعد اختلاط  الحضارات وتلاقحها ؛ و تقديم فنون تقرب البشرية من بعضها ، و تأتي بالمزيد من التعريف ، و كل على طريقته ..

وتبقى الصورة بكل أنواعها ترفدها ينابيع مختلفة من الحياة ، و قد تكون من واقع

مشهود أو من تاريخ منظوم او من أسطورة تداولتها الألسن و الأسماع في شتى أصقاع الدنيا ..

وتنتظم هذه الصور في أطر متعددة من مشابهة إلى مماثلة أو تحويل  ...

وعليه فإن الصورة تراسل بين لفظين أو تراسل بين علاقتين ، في بنية بسيطة أو بنية مركبة ..

وهذا يدعونا للقول بوجود عمليتين لغويتين قيد الإنشاء أو التركيب ، حيث : 

(العملية الأولى تكون سابقة للتركيب اللغوي Prelinguistiqu  )

(والعملية الثانية لا حقة للتركيب اللغوي 

(Linguistique  


و أن تشابك العملية الأولى مع العملية الثانية في الخفاء أو في التجلي يوضح هذا التشابك من خلال الصورة الظاهرة .


و عندما نقول عملية سابقة للتركيب العقلي فنحن نقصد المجاز في كينونته العقلية 

و هذا يتضمن الوظيفة العقلية التي توضح للذهن العناصر المضمرة فيرسلها إلى المخيلة لتقوم بتركيبها ، و تبدأ بعد ذلك العلاقات بالتراسل    (Correlation)  

ومن ثم يتشكل لدينا زمرتان : 

١_ زمرة التراسل اللفظي 

٢_زمرة التراسل بين علاقتين 

وبذلك يصبح لدينا صورة ، و تكون هذه الصورة إما معقدة او بسيطة ، وهي تعبير لغوي عن تراسل بين لفظين او تراسل بين علاقتين .

نلتقي الحلقة القادمة 

 القادمة بإذن الله 

أ. د . نوال علي حمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.