المرأة رمز العطاء و المحبة :::د. عز الدين حسين أبو صفية

 المرأة رمز العطاء و المحبة :::


أراد الله سبحانه و تعالى أن يخلق الكون و وضع ميزان استمرار تلك المكونات وفق النظام الإلاهي المحكم ، و أراد سبحانه أن يعمر أحد مكونات الكون و هي الأرض و منها خلق آدم و منه خلق حواء وعاشا في الجنة زمناً الى أن خالف آدم تعليمات الله بعدم تناول ثمر تلك الشجرة فأوعز له الشيطان بأن الله منعه من تناول ثمر تلك الشجرة لأنها شجرة الخلد وأن من    يتناول ثمرها يبقى خالداً ،  فأغواه الشيطان .

لم تكن حواء إلا ضحية تفسيراتنا بإطعامها آدم تفاحة من شجرة الخلد و لا زلنا نتهمها بانها سبب إخراج آدم من الجنة وعاقبهما الله بأنزالهما الى الأرض ، و أن كل ما نلاقيه اليوم من بؤس وضنك في الحياة في ظل عدم إدراكنا بأن عودتنا للجنة هي عودة حتمية  بإرادة و رحمة الرحمن ، و أن ثمن هذه العودة هو الإلتزام بتعليمات الله من عبادات و سلوكيات إنسانية و دينية ونشر المحبة والسلام .

لم تكن المرأة اليوم لتسلم من اتهامات الكثيرين و لا  يتوانون باظهار حقدهم عليها حتى أنهم يُسقطون فشلهم و بؤسهم  على المرأة التي تمثل الجمال و الطيبة و منبع الحنان و الحب ، فكيف يكون لها ان تُتهتم بانها سبب تعاسة الانسانية ، وهي الأم و الأخت و الزوجة و الصديقة و رفيقة العمل والحياة و تتحمل عبء الحياة كما الرجل في كثير من  القضايا ، فهي المناضلة دائما لتحقق أهدافها و الحصول على حقوقها التي تحاول الكثر من الامم و الدول و بعض شرائح المجتمع المتخلف ، يحاولون عدم إعطائها حقوقها ، فتعمل و لا زالت كمن يحفر في الصخر لتحصل على حقوقها الإجتماعية و الحياتية والإنسانية و السياسية ، وقد حققت ذلك بشكل يفرض علينا احترامها و العمل نحو الاهتمام بانجازاتها التي أصبحت اليوم جزءاً مهماً من مكونات الحضارة و المجتمع ، و لازالت المرأة  تفتخر بأنوثتها و تحاول أن تُبقِ نون النسوة هي الهوية الثابتة عندها و ليس كمن يحاولون تشوية إنجازاتها و طموحاتها بانها تسعىَ لإلغاء نون النسوة لتُحقق مبدأ المساواة مع الرجل . 

و تظل المرأة هي مرآة الإنسانية الصادقة و الأكثر إنعكاسا لواقعنا و أهم عامل في تحقيق الأماني و الآمال والطموحات الإنساية في ظل الحب والسلام .

والمرأة أيضاً هي عماد الأسرة التي تُشكل لها  مملكة تصنع بداخلها أروع وأعظم الإنجازات المختلفة وعلى رأس هذه الإنجازات هو تربية الأبناء بكل ما تحواه الكلمة من معانٍ وهي صمام الأمان للعلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة وبين أفراد الأُسر الأخرى في المجتمع؛ وهي صانعة الحب والمحبة والوئام والإستقرار لكل من لهم علاقة بها. 


د. عز الدين حسين أبو صفية ،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

علامة إستفهام؟فتحي موافي الجويلي

((خَاطِرة : رَاجع حِسَابك )) ✍أبو بكر الصيعري