الارواح_لا_تموت..ح.1.2✒مونيا_بنيو_منيرة
#الارواح_لا_تموت
#الحلقة_الاولى
ذات يوم......
بينما يتسلل ضوء الصباح الخافت
إلى غرفتي و كنت أحاول البقاء في فراشي محاولةً الهرب من ضوء الشمس علّني أبقى اكثر مع همسات إدوارد لأمتلىء منه
فقد تعودت أن أبقى لبعض الوقت شاردةً في صوره وكلماته رافضةً الخروج من دفء بطانية الصباح دون أن آخذ جرعتي المعتادة لأقاوم غليان قلبي
إذ أود ان اسكبه في قلبه لشدة تعلقي به كثيراً لانه بمثابة جرعة صباحية لانطلاق بداية يومٍ حالمٍ
كنت قد ابتهجت ودندنت أجمل الأغاني وأنا أرتب نفسي مع سحر الصباح الهاديء وأنا أرتشف فنجان قهوتي على أنغام الموسيقا الهادئة لأسبح بعيدا في تفاصيل مجنونةً
ضحكت وحلقت عالياً كملاك
فجأة برن هاتفي نظرت في هاتفي كان رقماً غريباً لا أعرفه فتجاهلت الأمر فأنا أتخوف من الأرقام المجهولة
وأسرعت فور وصول الحافلة مهرولةً واكملت ارتداء حذائي وحقيبة يدي وأنا أحاول الجلوس بكل صعوبةً على مقعد الحافلة الخلفي اتشاجر تعمدت الجلوس بالخلف لأكون في أقصى راحتي ما إن انتهيت من صراعي مع نفسي
حتى رن هاتفي مجدداً بذاك الرقم نفسه فتملكني الفضول هذه المرة لأجيب فتحت الهاتف متعمدةً ان أغير صوتي وألعب لعبةً مجنونةً ليس إلّا رغبةً في التسلية
ما إن قلت آلو وإذا بصوت أنثوي يسأل عن إدوارد
فانزعجت غيرةً وقلت بعصبيةٍ : من ينفث في رماده ويبحث في رماد أحلامي عن شرارة مني سيحترق فلاتحاولي..ان تقتربي من روحي
قالت كما لوانها حبيبة قلبه :
لقد تماديتِ تأكدي بأني سأستعيد إدوارد لأنني أفتقده
ثم ضحكت ضحك هيستيرية
فاجبتها : من انت بربك من أنت ؟!؟
قالت : ألا تعلمي أني من سكنت قلبه قبل قلبك وروحه قبل روحك وشددت على يديه برفقٍ وبعاطفةٍ قبل أن تكوني
قلت : بقلق وقلبي يغلي ولم اتردد في ان اجيبها :
إنك تنفثين في غبار وحتى الأحلام يجب ان تقاوم ويبنى لها سياج لتبقى على قيد الحياة
قالت بتعاطف خجول : انتصرت يا صغيرتي
وانتهت المكالمة وأنا في حالة ذهولٍ وقلقٍ واستغرابٍ
اتصلت بإدوارد لأسأله : هل يعرف الرقم
أجابني أنه رقم والدته المتوفاة منذ خمس سنواتٍ
اسمي إيملي عمري واحد وعشرين سنة موطني الارجنتين
لكني سافرت مع إدوارد بعد الخطوبة لمسقط رأسه بمدينة نيس لنكمل دراستنا
وادخرنا بعضاً من المال ولنستقر هناك في بيت اهله
استمر الإتصال اليومي بإزعاجي
من ذلك الرقم وفي نفس التوقيت مع همسٍ مفهومٍ : إن إدوارد لي
ويحذرني بأن الرهان عليه أمرأ مستحيلاً
يبدو أن الاتصال هذه المرة غريبٌ
لو لم أتاكد من أن الرقم فعلا لوالدة إدوارد المتوفاة منذ خمس سنوات وانه لا وجود لهذا الرقم نهائياً في كل المواقع
رغم بحثٍ امتد لأسبوع
بدأ كل شيء حين تمت خطوبتي مع إدوارد وانتقالنا لبيت أهله بنيس لنكمل الدراسة هناك ونخفف من أعباء استئجار بيت مكلف مع هذا الغلاء وأثناء تخطيطنا للاستقرار وفي أول ليلة كنا نتنافش في إحضار مساعدة لتنظيف البيت لأنه مليء بالفوضى والفئران وروائحه التي لا تحتمل
حينها كنا نسمع اصواتاً وفي أثناء تجوالنا بأرجاء المنزل سمعنا همساً غريباً وكلما توغلنا أكثر اصبح الهمس أكثر وضوحاً
..
كان الهمس سهل الفهم فلم أجد صعوبةً في استيعابه :
أهلاً وسهلاً اميلي أهلاً اميلي
ارتعدت حينها واقتربت اكثر من إدوارد لأخبره هل سمعت؟
وأنا جامدةٌ كتمثالٍ لأطلق صرخةً مدويةً ماهذا ؟
نظر لي وهو يضحك بهستيرية : مابك أيتها المجنونة ؟ وأخبرني بأن هنالك اصوتاً فعلا لكن لا بد تنبعث من الحشرات والفئران وربما الثعابين ماهذه إلا تخيلات ..
في البداية صدقت إدوارد ظننتها فعلاً تهيؤات
واردت ان أوهم نفسي بذلك لأنه يتهرب من وساوسي ويظنني قد جننت فتركته على سجيته
وابتعدت عنه ثم صعدتُ الى الغرفة العلوية لأشاهد الحديقة من الأعلى وكان إدوارد حينها بالطابق السفلي يتفحص الحمام والمطبخ فاستغربت من حركة الأشجار والرياح اللذان يصدران اصواتاً كالصفير
وفجأة لمحت طيفاً يتحرك بسرعة كان قلبي يخفق كقلب عصفورٍ وقع في شراكً كنت أصرخ واجري في وجل وكدت أطلق ساقيْ كالرياح فجأةً صعد إدوارد للغرفة ودعاني لتناول بعض الطعام .، ثم سألني: أين وجدتِ هذه الحلوىٰ اللذيدة وهذا الخبز المليء بالزيتون فأخبرته : بأنني لم أحضر أي طعام فقد تأخرت في الاستيقاظ ولم اتمكن من إحضار أي شيء..
واستغربت من الامر غير أنه أكل وشبع ولم يعرِ جوابي أي اهتمامٍ ظانّاً بأني قد أصابني المس وأنا مذهولةً مستغربةً مما يحدث ركضت إلى الحديقة إلى المكان الذي سمعت فيه الصفير لأجد قطة سوداء ميتة والدماء تملاء المكان
مع بعض الرياح القوية وإذ بامراة اربعينية تتقدم مني
وتسألني عن قطتها وعندما رأتها ركضت بسرعة البرق وأخدتها رغم غرقها بدمائها وهي تتمتم بكلام غير مفهوم ..، لم أكن أدرِ حينها ماذا أفعل ومن تكون وماذا يحدث ومامعنى كل هذا ؟!
فتتبعتهابنظراتي وإذا بها تختفي من أمام عينيّ وكأنما الارض انشقت وابتلعتها فاتجهت مسرعةً لأخبر إدوارد بماحدث
وحكيت له عن المرأة الغريبة وقطتها واختفائها المفاجىء فأجابني بنظرات من العطف والشفقة تبدين حقا مرهقة يا ايملي.. لم يكن يصدقني في كل مايحدث بما أنني أنه لا أملك دليلاً واحداً يثبت صدق كلامي في كل ما أسمع و أشاهد
وهو مصرٌعلى أن حالتي النفسية ليست على مايرام و يرجع السبب ببعدي عن أهلي ومدينتي ...
كانت الحديقة مليئةً ببقايا جلود حيوانات و ذبول كل الزهور والنباتات الحميلة وكأنّ أحداً ما يخرّب المكان عنوةً
لم يكن فيها جمال او حتى حياة
كأنها مقبرة.. أومدينة للاشباح
يتبع
#مونيا_بنيو_منيرة
تعليقات
إرسال تعليق