قصة قصيرة الوفاء ...✒نجاه ضرضورى

 قصة قصيرة 

الوفاء ...

#ثيبودا  أجمل وأعرق حصان وجماله يضاهي جمال الكون كله في نظر صاحبه #امحند

في حقول الريف الكبير وجمال أعالي جباله الشامخة #امحند المزارع والفلاح في مزارع الريف، أغنى أغنياء الفلاحين والمزارعين الذي يجوب البلاد كله بحثا عن أجود الحبوب والنباتات وبذور الأزهار، يمتلك أجمل الأشتال في المنطقة ، غزى الأسواق في البلاد وامتد الى أسواق عالمية، حلمه الزراعة وتحقيق الربح من الفلاحة ولكن لديه شغف كبير للأحصنة وتربيتها، لكن لم يكتفي بما عنده فقرر جلب أجمل حصان من بلد بعيد ، الحصان الذهبي، والذي أسماه #ثيبوذا جلبه صغيرا فقام بتربيته فأحبه حبا جما كأنه واحد من أطفاله بل وتعدى حبه له ليصير محبوبا لديه على أولاده يظل معه بالاسطبل يراقبه يطعمه، فحقا كان العشق أبدي بين إنسان وحصان ....

بعد مضي سنوات اشتد عود الحصان وازدادت محبته لصاحبه فازدادت غيرته عليه من أي شخص آخر كأنه طفله المدلل ، رغم أن الحصان لطيف جدا ولايميل الى الشراسة ابدا لكن يظل المفضل والمدلل لصاحبه #امحند . كل الأمور تبدو عادية وروتينية ولكن ستنقلب الأمور رأسا على عقب حينما سيبدأ الأولاد بالحضور دوما الى الاسطبل لتسيير الأمور بدل والدهم الذي بدأ التعب يظهر عليه والكبر والشيخوخة تنشب مخالبها في جسده، هذا التعب سيزيد من غيابه عن المزرعة وعن الحقول وعن أعماله الفلاحية والزراعية وشؤونه في العمل ، صاحب الاسطبل #امحند كان حريصا على دلال  #ثيبوذا كطفل صغير وعندما تغيرت الظروف قسى بعض أولاده على الحصان الأصيل الذين بدورهم يغارون منه  على والدهم الذي يهتم به أكثر منهم . أصروا على التخلص منه وبيعه لشخص آخر بدعوى عدوانيته وشراسته وأنه لاينفع في شيء ... 

الأولاد كان الطمع قد أعماهم في أملاك والدهم وقوتهم جعلتهم يحجزون على الأب الذي رباهم وقوى عودهم ورفع من شأنهم بدعوى أنه أصبح شيخا لايعي مايفعل فأدخلوه مصحة للأمراض النفسية لإبعاده والاستيلاء على أملاكه. بالفعل هذا ماوقع ، ثم تم إبعاد #ثيبوذا عن صاحبه الذي بدأت تنهار قواه البدنية بسبب التعب والحسرة على أولاده وبعده عن الحصان؛ 

عندما استقر الحصان في اسطبل صاحبه الجديد أحس بتعب شديد ومرض فانهارت قواه كذلك كأنه يعلم أن #محند مريض كذلك واستمر هكذا مما جعل صاحب الاسطبل الجديد يلوم أبناء امحند أنهم قاموا بخداعه وغشه فيما يتعلق بثيبوذا لانه قام بشراءه بمبلغ ضخم أنه ذا قيمة غالية عند صاحبه الأصلي، بعد أيام قليلة #امحند بدأ الموت يتسلل الى روحه هاهو يحتضر في المصحة لما أحس بألم شديد من سوء وغدر من قبل أبناءه وفلذات كبده وفي نفس الوقت الحصان الأصيل بدأ يحتضر كأن ما ألم بهما هو ألم واحد وكأنهما توأمان وبروح واحدة...

#امحند حاول مرارا سؤال من حوله عن حصانه ومعرفة أخباره وكم ترجى أن يراه لآخر مرة ليودعه ليشفي قلبه من الشوق الذي أضناه إليه.

لكن دون جدوى كانت نهاية مأساوية لقصة مودة ورأفة ورحمة بين رجل وحصانه ...

المأساة التي يتحدث عنها كل الفلاحين والمزارعين كبارا وصغارا عن #امحند و #ثيبوذا وعن الغدر من الأبناء وبني البشر وعن الوفاء من دابة لاتعقل ولاتفقه شيئا بكماء خرساء، لكنها في قمة الوفاء للحب الذي تكنه لصاحبها، الذي أحبها ورباها و منحها العطف والحنان ....

         بقلمي نجاه ضرضورى 

                  بنت الريف


واسم #تيبودا أمازيغي قديم مشتق من كلمة بودي التي تعني الحصان الصغير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.