بقايا إنسان ..✒اطياف الخفاجي

 مقال بعنوان بقايا إنسان ..


البعض مزقتهم الناس والحاجةوالألم لدرجةٍ أصبح بقايا متشتتة هنا وهناك، مُبعثر على طرقاتِ الأسف، فأجزائهُ سُرقت منهُ وسط الزحام، وكأن على كل جزءٍ منهُ أن يُكملْ حياته دون البقية، يتغذى على لقيمات الذكريات المارة أمامه تشبه شريط قام أحدهم بتشغيله أمام شخص قد فارق الحياة ليخبره إن من كان في هذا الشريط بقاياك التي تركتها ها هناك، فكيف لميتٍ أن يعيد اجزاءةُ وكيف لهُ أن يعيش مرة أخرى، ذلك المتشتت هو ليس حاضراً بأكمله طيلة الوقت ولايجيد ممارسة الحياة بعد أن اغتصبت منه اجزاءةُ، كيف له أن يشاركنا يومهُ وجروحهُ تنزف على مقصلةِ الموت، وكيف نطالبه بأتمام بطولاته وكفّ المصارعة مبتور، فلاتحاول أن تطالبه بما يثقله فلن يستطيع الرد عليك ولسان حاله ملتهب من جمرات الحياة فبعبارة أخرى سأُصلـها إليك، لاتنسى إنك تتحدث مع بقايا إنسان،  فالتعامل مع هؤلاء ليس بالأمر الهين وليس هو بالأمر الذي ترجو أن يكون.. فقانون البشر يحكمنا بالتعامل مع الكامل وليس مع الجزء، وهناك دوماً من يتمنى أن يجد من يجمع رفاته المتناثرة من طريق الألم، فمن تبعثرت بقاياهُ لابد من إنه قد كان ذات يومٍ إنسان كاملاً يتمتع بكرامتة وقيمتة المكانية والاخلاقية، لذلك كل من تعامل معهم أتخذوا منهُ حزءاً ليكمل به ماينقصه، فلهذا ضاعت أنفسهم في تجبير كسور البعض، فلو تمعنا في خلق الله لوجدناهُ عز وجل قد خلق الإنسان متكاملاً شكلاً ومضموناً ولايرضى أن يعيش البعض من خلقه مجرد بقايا إنسان، كيف ولماذا لاأعلم فله في ذلك حكمةً.. فبقايا البعض ماهي إلا أمانة لدينا فعلينا إسترجاعها حين لقاءنا بهم، فمن ضاع منه الحب علينا أن لانجعله يتشتت، ومن فقد كرامتة لابد أن تعود إليه، فسترداد الأجزاء ليس سهلاً بل أكثر صعوبة إلا لوكنا قادرين على سترداد أجزائهم بالشكل الصحيح، فلنساهم في استيعاد الدهشة لمن فقدوا اجزائهم وأصبحت مجرد أمنيات تتزاحم في قاع أرواحهم المتناثرة على جمر النار لربما تطفأها نقطة ماء، فمن شروط استرداد الأجزاء المتبعثرة أن تنجز عملك بإتقان، فالانجاز لايقتصر على التصفيق من الجمهور بل يقتصر على الجهد المبذول، ويبقى السؤال يرواد البعض ماالذي سيبقى عليه الفرد إذا بقي مجرد بقايا إنسان؟. 


اطياف الخفاجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.