دون السَّماء الثامنة_بقلم الأسير كمال أبو حنيش وقراءة للشاعر مصطفى مزريب

 من ديوان الشعر على شاكلة الفجر .. للأسير الفلسطيني .. كميل ابو حنيش

قصيدة _دون السَّماء الثامنة_

يا لَيْل كَمْ طَال اِنْبِلاجُ

ضِيَاءِ فَجْرِكَ !!!

يا لَيْل كَمْ طَالَ اِنْتِظارُ

نزاعِ مَوْتِكَ !!!

يا لَيْل مَاذَا لَوْ رَحَّلتْ

وَلَوْ قَلِيلَا ؟؟؟

وتركتني ألهو قَلِيلَا ...

وأهيم حُلَّمَاً فِي جِبَال

لَمْ تَعدْ مُلَّكَاً لأقدامي ...

وتركتَني ألهو وَحَيَّدَاً ...

فِي حَدائِقِ بَهِجَتِي ...

وتركتني حُراً قَلِيلَاً ...

كَيْ اِزْوَرَّ حَبيبَتُي فِي حَلَمِهَا ...

وَأقْبَلْ الإغفاءة الْحَمْرَاءَ

بَيْنَ عُيُونِهَا ...

مَاذَا يُضيرك لَوْ رَحَّلَتْ

كَمَا الْغَيُوم!!! 

وَرَحَّلَتْ عَنْي نِصْفَ عَام

مثلما اعْتَدَتْ الرَّحِيل

عَنْ الْجِبَالِ الْبيض

فِي قُطْب الشّمال

فربما سأعيد ضَبْطَ الْوَقْتِ

وأعيد تَرْتِيب الطبيعة .. مِنْ جَديد

وأعيد تَوْقِيت الحكاية كُلَّهَا ...

دُونَ السَّمَاءِ الثامنة .

الروائي الاسير الفلسطيني كميل ابو حنيش

       ***    ***

قصيدة شعرية من مذهب الشعر الحديث.. (النثرالشعري)...الجميل. 

من أجمل ماقرأت لشاعرنا الغالي كمال ابو حنيش..إنها من عند حدود سماء ثامنة. ..إنها سماء الشاعر من إبداعه الشعري ...والخالق الواحد الأحد الحي القيوم خلق سبع سماوات طباقا. .لغة شعرية جميلة ودافئة غنية بالشعر والعذوبة غنية بموسيقاها الداخلية والعزف الخارجي الماتع ...وغنية بحب الأرض وطلب الحرية والتحرر من الأسر الصهيوني اللعين ..  ؛

/...ياليل كم طال انبلاج....

                    ضياء فجرك. ../

وما أروع شاعرنا عند عزفه المبدع بحداثة ملفتة بجمال :

      /....ياليل كم طال انتظار. ..

                    نزاع موتك /...جميل منه نزاع هذا الموت. ...

ماأروع طيبة شاعرنا الذي يحاول أن يسبح في بركة أحلام تبدو للناظر صغيرة. ..صغيرة. ..وهي عنده دنيا بحالها :

        /... لو رحلت. ./...يقصد ليل السجن الإسرائيلي الظالم والمظلم..

    /....ولو قليلاً. ..

وتركتني ألهو. ..قليلاً. ../

/....وأهيم حلما"../...بجبال فلسطين الخضراء الخالدة. ..وأدرك بحسه وشاعريته الطيبة. .أنها مسروقة منه مرتين. ..مرة خارج الأسر 

والثانية. ..وهو داخل الأسر الصهيوني اللعين الآن. 

فيؤكد ذلك في عزفه الجميل والمؤلم :

     /....لم تعد ملكا"...  لأقدامي. ./..

إنه يطلب الحرية للأرض وجبالها وسهولعا وبحرها كما يطلبها  والعدالة ..لأجل حقه الطبيعي في أن يحلم  بمطلق الحلم الجميل بلقاء من أن أحب ويحب ؛

/....كي أزور حبيبتي في حلمها. ../

/...وأقبل الإغفاءة الحمراء. ..

             بين عيونها. ../

إنه يرسم روعة الصورة الآخذة. ..

علم أنها حتى في نومها. ..هي في حزن عليه وفي بكاء. .كسا وجهها. ..وما حول عينيها بحمرة ألم. ..

شاعرنا أراد أن يضعنا في بوتقة أحلامه البسيطة ..فقط يطلب نصف عام من الحرية المحاصرة. .هذا من مد فلسفة شعرية طيبة لديه. .ويأخذنا إلى سعة فلسفته حول ماتحت السماء الثامنة (وهو عنوان قصيدته الآسرة _   دون السَّماء الثامنة _ )..    ؛

    / ...وأعيد توقيت الحكاية كلها.../

       /  دون السماء الثامنة. ../. 

قصيدة سلسلة فيها عذوبة تخلو من الكلمات الصعبة جاءت على لغة غنية بالفكر والتراكيب الحديثة والسريالية المحببة. ..خرجت من عباءة قصيدة النثر الجميل. ..أعجبتني القصيدة. ..ولقد تمتعت بقراءتها 

واسعدت بإبداع كمال. ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

       مصطفى مزريب.أبوبسام 

           جبلة.سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.