رحلةُ العمر..للشاعر حكمت نايف الخولي

 رحلةُ العمر

في رحلةِ العمر بين أخاديدِ

وأثلامِ ونتوءاتِ العذابِ

كنت أعيشُ في زوبعةِ من الضبابْ

أدورُ حائراً تائهاً بين ألف سؤالٍ وجوابْ

كان قلبي مقفلاً عليها

عيوني عمياءٌ مغلقةٌ

لا ترى غيرها لا ترنو لسواها

تدحرجت أعوامُ وأيامُ العمر

وأنا أبحثُ وأفتشُ عنها

كنت أزحفُ حافياً على

أشواك الأمل يحدوني الرجاء

ينعشٌ قلبي يعزِّيني يؤمِّلني باللقاء

عشَّشت الأفاعي والعقاربُ

في طيات وثنايا خيالاتي وأحلامي

كان وخزُها مؤلماً مضنياً يسمِّمُ أيامي

يحرمني متعة الحياة وملذات الهوى

جرعتُ كؤوسَ المرِّ حتى الثمالة

لم أذق حلاوة الحبِّ وشهدَ العشقِ والهيام

كنت هائما بطيفها عاشقاً لخيالها

كنت أفتشُ عنها في كلِّ وجهٍ ألقاه

أقتربُ أدقِّقُ أجفلُ أرتعبُ أفرُّ هارباً

ليست هي ليست فتاةَ حلمي العتيد

لا يفوح منها أريجُ النرجسِ ولا تحملُ

سيماءَ شموخه وكبريائه

كم تمنيت لو أجدها في تلافيفِ أنثى

أرتاحُ وأرمي بمرساتي فيهنأُ قلبي بها

في أغوار روحي صورتها

تدندنُ شفتايَ بحروفِ اسمها

تتنغَمّ أذناي بشجيِّ صوتها

لم تعرفها حواسي اللحمية يوماً .

تدركُها تحسُّ بها أحاسيسُ روحي

انكفأتُ على نفسي أجترُّ آلامي

ألعقُ أحزاني أعاتبُ القدرَ وألومُ الغيب .

القدرُ يهزأُ مني الحياة تسخر من أحلامي

لما كلُّ هذا يا إلهي ؟ كانت الحياةُ

سخيةً كريمةً تقدمُ لي أسعدَ الفرص

وأجملَ العطايا . كانت روحي ترفضها

بإصرارٍ وعناد ليست هي من أحب

ليست هي من وُعدتُ بها منذ الدهور

أُصبتُ بالإحباطِ واليأسِ تلبدتْ غيومُ

الحسرةِ والتحرُّقِ على عمرٍ مضى عبثاً

وفجأةً تبينُ معالمُ فجرٍ جديد

ها هو الكون يتمخضُ يبشرُ

بولادةِ شمسٍ جديدة وعمرٍ جديد .

شمسٌ تنشرُ الدفءَ في صقيع روحي

التقيتها عرفتْها روحي ... وجهها أيقونة صلاتي

اسمها ترانيم عبادتي طالما رددته قيثارتي

وتغنتْ به بلابلُ مهجتي

وجدتها بعد طويل انتظاري وقبل

أن يفوت قطارُ العمر . لا يهمني ما عانيتُ

وكم ذرفتُ من دموع ... ما يهمني أنني وجدتها

وكحَّلتُ عيوني برؤياها

فرحي بها لا يوصف وسعادتي لا تقدر

شكرا لك رباه وعدتني ووفيتَ

حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.