سدرة العمر ..د. محفوظ فرج المدلل

 سدرة العمر 


عَلِقَ الحلمُ حلمُكِ  

عندَ مخابئِ ذاكرتي فيهِ روَّيتُها 

حينَ لاقيتِنى 

تحتَ سدرةِ داري 

فقرَّ قراري

كأنّي تصوَّرتُ ذلكَ حقاً 

فكيفَ قطعتِ مسافةَ عقدين 

فارقتِني فيهما ؟


تتمَثَّلُ لي سدرةٌ 

وأنا ذاهب لبقايا القصور على ضفة 

الجعفرية 

قلتُ نقيم هنا في انتظار 

لفجر جديد 

وإن كان ذلك حلم بعيد 


فقد كنتِ قربيَ في (مندلي ) واتكأنا على

نبقةٍ في البساتينِ وارفةً قاومتْ 

عادياتِ الجفافِ

تَغشّى عبيرُكِ أغصانَها 

فانتشتْ تتراقصُ فيها عصافيرُها

وما طارَ منها تراجعَ مستسلماً لشذاكِ

قلتُ نوارة 

زهرةُ العمرِ لا تتركيني

أنا تارةً أتمثَّلُ عينيكِ ناعستين 

كما هي ناعسةٌ ذبذباتُ المصابيحِ 

في نهرِ دجلةَ حين يمرُّ ببغداد


كنتِ قربي كلانا قد ادركَنا الغيثُ 

عند ( الوسيطة ) 

غطَّيتُ رأسَك في معطفي 

ولجأنا إلى سدرةٍ

عَشعَشَ النحلُ فيها

وراءَ وريقاتِها

وكثيرٌ من العاملاتِ انتحرنَ 

بأكمامِ زهرةِ سدرٍ غراماً 

رأيتُ قيامةَ روحي ببسمةِ عينيكِ مجنونةً 

أيها الذاهبونَ إلى سوسةٍ أنقذوني

فشحات جارت علي 

مفاتنها ضيعتني

وحبي لها لايطاق


سدرةٌ عرَّفتْني على السدرِ 

في أوَّل العمرِ  

قربَ معادِ أحبَِّتنا الراحلين

ورق أخضر في ازرقاق يلامس 

 أغصانها الأرض شوكية 

ما تصورت أنك قربي 

بهذا المكان 


د. محفوظ فرج المدلل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.