أوصيكِ بقلبي..كلمات حسام الدين صبري

 أوصيكِ بقلبي

-----------------------------------

أنا من قبل لَم أحفَظ 

     وجهَ امرأةٍ

ولم أحفظ اسم امرأةٍ

       فَذَاكرتي 

لم تحفظُ صورَ النساء

 ومِن  قبلكِ لم تُنقش

  على قلبي حروفا

      فهناك فرقُ

بينَكِ وبينَ بقيةُ النساء

فرقُ بينَ الفجرِ والظلام 

وبين النغمِ  والضجيج

فرقُ  بينَ قيودِ الأسرِ 

     وحدَ السماء

أوصيكِ بأرضي وصحَرائي

وطفلٍ في صدري يأكلهُ

        الجفَاف

لَم  يعرف يوماً  ماهوَ

       الارتواء

سطُورُ الحُزنِ منقُوشةُ

        بِجَبِينهُ

يَتِيماً  عَلمَ  الدنيا البُكاء

عُصفورٌ استرقتهُ الأرض

فلم يعرف لونَ  السماء 

  حملَ في يدٍ أحلامهُ 

وفي  أخرى حملَ النور

ومسافةُ  اليدينِ كانت 

مُتسعُ  لظُلمةٍ  سوداء

فَلم  يلتقِ الحُلم بالنور

      ومرَ العُمر

ينتظرُ السُحبَ البيضاء

أنا  لستُ الطفلَ العابثَ

       في سِعةٍ 

 كأقرانهِ منَ  الأشقياء

ولستُ الشيخَ الذي شبعَ 

 منَ الحُبِ  ومنَ الغناء

          فغُوصي

 بأجزائي واصنعي لي

وجهاً جديداً وحُلماً جديداً

وطقوساً جديدة واهدني

      الشمسَ الغراء

وامنحيني السُكنى في

          عينيكِ

إني تعبتُ منَ البرد والتشرُدِ

 ومن الترحَالُ وموتُ الرجَاء

       أنا في الحُب

لأ أرتضِي بِنصفِ الدفء

وتقتُلني طقوسُ الهوى

  إن كانت كُلها  شتاء

        أكرهُ التردُد 

  والتراجع والسكون

   طَالما البحرُ يجري 

فَلن أعشقُ  حدَ الإكتفاء

أنا في الصُبحِ تغريدةُ شوقٍ

وترنيمةُ عشقٍ من القدسِ

        إلى صنعاء

 يأتني الليلُ  فأستقم

بمحرابِ  عينيكِ  مُناجياً

  مُبتهلا مُسبِحَ الشَوقِ

   مابينَ اللقاءِ واللقاء

فكُوني كما أنا لا كما أنتِ

 وأعيدي  زمنُ  الحنين 

     والرسائلِ الزرقاء

أنا لن أقبلَ المَوتَ مرتينِ

          إن كانَ

بيدكِ السَيفُ فاقتُليني حُباً

       الموتُ حُباً حياةُ

      وكُلَّ المَوتِ سواء

لا تَجبُني لا تَخافي وواجهي

   النار والبرقَ والإعصار

            الحبُ

 مواجهةٌ ومعركةٌ للبقاء

   لا تُقنعيني بِالمَوت

فَما  تَبقى  مِني لَن  أقبلَ

         فيهِ العزاء

 لَمَ تُرثِينَا الليَالي  ولنَا

في الحُبِ عُمراً ولازِلنَا

       منَ الأحيَاء

إني  شيعتُ  ألف  حُلم

       في الظلام

     فَإبقي لي حُلمًا

فجراً  يَمنحني  الضياء

وشطبتُ ألف  قصيدة تبكي

    تنزفُ وجعا فباللهِ 

      بِاللهِ لا تُعيديني

 إلى الحزنِ  وشعرِ الرثاء

       لاَ تَحرقي

زهورا  نَمت  وأينَعت

رغمَ الخَريف وحَرُّ الصحراء

لاَ تسلُبيني العُمر انتظَاراً

أبحثُ عَن أشلاَئي وحيداً

       في الفضاء

 واسلُبيني  العُمر أوراقًا 

تتَساقطُ بينَ يَديكِ عِشقًا

    كوني الداءُ والدواء

  أقسمتُ عَليكِ بِالذي هوَ

  في قلبي ودمي قسمُ

لا تغزِلي  أكفَاني  بِيديكِ

وهذه  اليَدينِ  بِهَا  حَياةُ 

          وشِفاء

ملأتُ الكأسَ فاَشربي حُبًا

      وتَجرعي الهوى

 الحبُ غدا غريباً  فطُوبى

        طُوبي للغُرباء

أنا لم أطلب شيئا مستحيلا

 ولم أحلم حلماً مستحيلا

كُوني لي عِشقًا كوني زرعاً 

  في مدينتي الجرداء

           يا امرأةُ

  أعادت موسمُ الربيعُ

       إلى أرضي

وأعادت لي مواسم الإلهام

 لا تترُكي الأزهارَ  تذبُل لا

لا تُعيدي  دفَاتري  عذراء

   شِيعيُ الحُزنِ أنا 

فلا تجعلي مُدني كُلها كربِلاء

         واحمليني

 في صدركِ  بينَ الضلوع

        وابقي لي

في كَفيكِ ولو بعضُ ماء

---------------------------------

حسام الدين صبري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.