( رحلة حُلُم)
أمشي على الماء مشياً يشبه الغرَقا
أشقُّ في البحر إذ أجتازه طُرُقا
حتى وصلتُ إلى أحضان يابسةٍ
جعلتُ منها إلى التحليق منطلقا
وطرتُ في الجوِّ والأنفاسُ صاعدةٌ
وكلَّما صعدتْ أصبحتُ مختنقا
خارتْ عزائمُ جسمي تحت وطأتِه
فخرَّ في قعر جُبٍّ كيفما اتفقا
فلم أجد في ظلام الجبِّ نافذةً
للنور بل لم أجِد في قعره نفقا
إذا بدَلوٍ تدلَّى من سناً ومُنىً
جلستُ فيه وفي قلبي كثيرُ تُقى
فحلَّقَ الدَّلوُ نحو النور يطلبه
وكاد يبلغ في تحليقه الأفقا
وكنتُ بالنور مذهولاً ومُغتَبِطاً
وكنتُ كالنور وهَّاجاً ومؤتلقا
ولم أكن في صعودي منهكاً أبداً
ولم أكن من صعودي في الفضا قلِقا
والدلو يمضي ويرقى في السماء إلى
أنْ حلَّ في غيمةٍ في سحرها علِقا
وجدتُني فوق ظهر الغيم مضطجعاً
فنِمتُ مسترسلاً لم أعرفِ الأرقا
في النوم شاهدتُ ناراً لم أخفْ أبداً
لامستها لم أكن بالنَّار محترِقا
نورٌ هي النَّارُ إنْ مرَّتْ على جسدي
توهَّجَ الجسدُ الغافي وما عرٍقا
كانت سلاماً وبرداً في لطافتها
لا تستجيبُ سوى طوعاً لمن خلَقا
فالله يمنح للأشياء قدرتها
( وكان حقّاً علينا نصر من صدقا)
****************
وعدتُ من رحلتي , استيقظتُ من حُلُمي
كأنَّ شيئاً ثميناً من يدي سُرِقا
بحثتُ في نسمةٍ عنه وقد عبرتْ
قلبي لها عندما مرَّت به خفقا
وجدتُ رائحةً في الجوِّ عابقةً
زكيًَةً في شذاها تشبه الحبقا
بحثتُ عن جملةٍ في داخلي سكنتْ
كان اللسان بها في نومه نطقا
فلم أجدْ غير نفسي وهي هائمةٌ
عطشى وتحتاج من يروي لها الرَّمقا
شربتُ ماءً لكي أقوى على سفري
وعدتُ للنوم مأسوراً لما سبقا
حماه في ٢٠ _ ٦ _ ٢٠٢٣
المهندس : سامر الشيخ طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.