دار الزمان.شعر كمال الدين حسين القاضي
دار الزمان. دارَ الزمانُ على المضانِ بسيفهِ
والسيفُ مزقَ زهرةَ الأحشاءِ
والنفسُ بينَ رياحِ كلِّ عواصفٍ
والله يعلم قسوة الأشياء
والسجنُ قيدٌ لا سبيلَ لفكهِ
إلَّا بأمرٍ منْ يدِ العلياءِ
جرحُ المضانِ على العداةِ معلقٌ
برقابهمْ والفصلُ عندَ لقاءٍ
يامنْ نسيتَ الموتَ ثمَّ مقابرًا
وعذابَ جمرٍ فاقَ كلَّ شقاءِ
واليومَ تمرحُ دونَ أيِّ عوائقٍ
وتعيشُ بينَ مفاتنِ الإغراءِ
عاشَ المعذبُ تحتَ أمرٍ لازمٍ
رغمَ البلاءِ وكثرةِ الأرزاءِ
منْ غيرِ حلٍّ في زمانٍ طائلٍ
وعدولِ فكرٍ عنْ يدِ الأهواءِ
إنَّ الجرائمَ والشرورَ كليهما
منْ فعلِ شيطانِ منَ الأعداءِ
فهل السعادةُ بالحياةِ رهينةٌ
بالبعدِ دومًا عنْ دجى الظلماءِ
جهلُ الخلائقِ بالرسالةِ نكسةٌ
فالشرُّ يأتي من هوى الجهلاءِ
فكرُ الحداثةِ كمْ يحطِّمُ أمةً
عبرَ الاثيرِ وكلِّ بثِ فضاءِ
الغرب في شتى العصور أذية
ما كان يوما طيِّبِ الآراء
باع الضميرَ على الدوام تجبُّرا
والكسب من نصب على الأمناء
والحقد موفور الدهاء وقاتل
ضد العروبة منبع الكرماءِ
كم قام بالمكر اللئيم مفتتَا
صرح العروبة كالذرى وهباء
بقلم كمال الدين حسين القاضي
تعليقات
إرسال تعليق