يا ""ليلى"" ..م/أحمدمحمود الرعيني
يا ""ليلى"" ..
إنها الساعة الثانية إلا عشر دقائق بعد المنتصف ،
أجلسُ في الخارج في متكئ قريب من شجرة الياسمين التي زرعها أبي والتي تبث عطرها عبر ظلام الليل وتملؤه عبقا ،وجمالا ،
وكما تعلمين ، أنا أحب الأجواء اليلية الباردة والهادئة ،
أُحب النسمات التي تعبرُ في الحي ، وتصفعني بلطفِ أمٍ توقظ ابنها الصغير .
أضع قدماً على قدم ، وأشعل حبة سيجارة ولا أُدخنها أتركها هكذا تحرق لوحدها أمام عيني
فأنا كما تعلمين لا أُدخن السيجارة؛
منذ أدمنتُكِ عرفت كم إن الإدمان مضر بالصحه!
وفورا اعتزلت كل شيء يجعل الإنسان مُدمنا..
ثم أُشعل موالا قديما كنت قد سمعته منذ سبع سنوات ، فتنتابني رغبةٌ عارمةٌ في البكاء ،
بينما أُحاول جاهداً أن أصف كومة المشاعر التي تنتفخ في قلبي مثل كرةٍ وأعجز عن حل تشابكاتها ،
لا قمر في هذه الليلة . . أُناظرُ إلى الأفق البعيد عبر السماء ، فلا أجد لعذاباتي من مدى .
فأُدرك كم أنا هشٌ دونك ،
كم أنا وحيد وخائف ، ولا أعرفُ ماذا أُريد ،
وأنه لا أحد
لا أحد في هذا العالم كلهِ ، يستطيعُ أن يملأ الخواء الشاسع في روحي ،
إلا فتاةٌ معجونةٌ في دمي ،
(تسكن بعيداً مني كل البعد!!)
قريبة جدا،، وبعيدةً مسافة الف ميل من القدر والنصيب،، وزوج لا يستحقها ،وابن لا يشبهها، وألف عام من الحنين الذي لا ينتهي!!
ولكن ليس اسمها "ليلى"
من الأرشيف
م/أحمدمحمود الرعيني (أبوشرعب الرعيني)
تعليقات
إرسال تعليق