الحب من الخدعة الأولى ..بقلم أ. صالح دويك..

 كتبت هذه الخاطرة الطويلة 

رداً على رواية قرأتها للكاتب الشاب مصطفى محمد بعنوان امرأة لعوب أرجو أن تنال إعجابكم 


الحب من الخدعة الأولى .....  


معذرة سيّدتي 

لأنّكِ أقنعتِ نفسكِ 

أنّكِ بأحسنِ حال

فما اقترفتهُ يداكِ 

جعلَ منْ لقائِنا شبهَ مُحال

ارحلي عنّي ابتعدي

فقدْ خانكِ دهاؤُكِ هذهِ المرّة 

وأوقعكِ في شرّ الأعمالِ

فقدْ تحوّلتِ رُغماً عنكِ إلى عاشقةٍ 

رفعتْ حولَ قلبَها سوراً لايُطال

أوهمتْ نفسَها ومنْ حولِها بأنّها ماكرة 

وتُلاعبُ على أصابِعها آلافَ الرّجال

تعطينَهم منْ طرفِ اللسانِ حلاوةً

وتسلبينهمْ وتتمنعينَ عنهم 

وصلْتِ وجلْتِ 

وأخضعتِ بمكركِ الكثيرَ من الضّحايا 

في مستنقعاتِ التّواصلِ والانحلال

وقُدّرَ لكِ أنْ تختارينني أنا 

وتراهنينَ على خديعَتي

فنصبتِ لي فخّاً محكماً 

وجدلتِ لي معَ صديقاتِك 

الخبيثَ منَ الحبال

وتواصلنا 

وجرتْ بينَنا الأحداثُ مسرعةً

وبدأتِ معي أولى خدائعكِ   

وسخّرتِ لنصرِها الواقعَ والخَيال

فتارةً تتنازلين 

وتارةً تتعالين 

فمَا أقبحكِ  

وأنتِ دورَ فارسةَ الأحلامِ تتقمصين

فجعلتِني شاعركِ المتيّم 

وجعلتُكِ أنا 

بطلةَ الشّعرِ والنّثرِ والسّجال 

فكلٌّ منّا سيّدتِي يتعاملُ بأخلاقهِ

فكنتِ لي الرّفيقةُ والصّديقةُ 

حاورتُكِ بصدقٍ 

وأنعشتُ بوصالكِ قلبيَ التّائه 

وعلّقتُ عليكِ بعضَ الآمالِ 

واستمعتُ لماضيكِ المزيّف

وحاضرُكِ المخادعُ 

ورأسُكِ الخُماسيّ 

الذي يسيّرهُ ألفَ شيطانٍ وألفي مُحتال

حتّى نسيتِ نفسكِ 

وأنّكِ نصبتِ لي فخّاً 

كباقي ضحاياكِ منَ الرّجال 

فماذا أصابَكِ أيّتها المُحتالة 

ولم كلّ هذا التّبدل بالأحوال 

فكنتِ كلُّ ليلةٍ تبحثين عن وصالي

لتغذّي روحَكِ العطشى للنقاء 

وتحملينَ منْ أفكاري جرعةَ احترامٍ

لكيانكِ الذي أرهقهُ المكرُ والبغاء

فها أنتِ وبدهشةٍ تكتشفينَ  

أنّكِ حينَ ومعي تكونينَ  

بأنك عمّن حولكِ منَ النّساءِ تختلفين

فجعلتُ لحضوركِ وقعاً كبيرا

ولذهابكِ حنيناً وشوقاً خطيرا

فالأغاني التي سمعتها آلافَ المرّات حينَ أرسلتُها 

بدتْ وكأنّها كُتبتْ لكِ أنتِ

وألحانُ عصافيرِ الصّباحِ 

تحسبينَ أنّها تغردُ لكِ أنتِ

حتّى الشّوارعِ وحبّاتِ المطرِ 

بدأتِ تعتقدينَ بكلماتِي 

أنُها وُجدتْ منْ أجلكِ أنتِ

وسرعانَ ماتسارعتِ الأحداثُ 

ومنْ دونِ أيّ حسبانٍ وقعتِ في عشقي

وأصبحَ هاجسُكِ الوحيد

إيقافَ عقاربِ الوقتِ 

كي لاتضطرينَ لوداعي 

فما بالكِ سيّدتي 

وهلْ قرّرتِ فجأةً 

التّوقفَ عنْ خداعي

فقدْ قادتكِ مشاعركِ نحوي دونَ إرادة

وطبعي أصبحَ محببٌ إليكِ

وكلماتِي وضحكاتِي 

وحتّى نكدي لكِ طقسٌ منْ طقوسِ العبادة

فمراكبُ ثقتكِ بي تغزو كلّ الشطآن

وصدقي معكِ يروي عطشَ عقلكِ الظمآن  

وأدين باعترافٍ لكِ سيّدتي 

أنّني وبرُغمِ كلِّ الشّكوكِ

بدأتُ أشتاقكُ كما تشتاقين 

وأنتظركُ في كلّ مساءٍ لتتواصلين

وسرعانَ ماالتهبتْ بيننا الأحاسيسُ والأشواقُ

وبدأتُ أبحثُ معكِ صدقَ النّوايا منْ أجلِ اللّقاء 

وبداخلكِ بدأتْ تدورُ معاركٌ وصراعاتٌ

من أجلِ الهروبِ أو البقاء

فماذا سوفَ تقولين..؟؟ 

وبماذا سوفَ تبررين ..؟؟

ألفُ سؤالٍ في رأسِكِ يدورُ

وألفُ خاطرةٍ سينفضّ منْ حولكِ لأجلِها الجّمهور 

هل ستخبرينني 

أنّني كنتُ مجردَ رهان..؟؟

وأنّكِ مبيتةٌ لنوايا استنكرها حتّى الشيطان 

وبماذا عنْ تاريخِكِ سوفَ تبررين..؟؟

واسمكِ..!!

وصورتكِ..!!

وعنوانكِ..!!

أينَ بكلّ هؤلاءِ سوفَ تذهبين..؟

وماذا عنْ قلبِكِ المتيّمِ بي ..؟

جماحَه كيفَ ستكبيحين..؟؟

وكيفَ ستقنعينهُ 

على فِراقِ منْ جعلكِ لنفسكِ ومشاعركِ

وحتّى أنوثتِكِ تحترمين..؟؟

فحبلُ الكذبِ وإنْ طالَ قصير 

ووجعُ العشقِ وإنْ أخفيتِهِ مرير

فقدِ احتلّك العشقُ دونَ استعدادٍ أوتدبير

مابكِ أيّتها المرأةُ المغرورةُ اللّعوب

أينَ خططُكِ المحكمةِ في صيدِ القلوب..؟؟

أينَ همزاتُكِ ولمزاتُكِ التّي تسلبُ صبرَ الأبطال..؟؟

ووعودكِ لقريناتكِ على إذلالي

حينَ أخبروكِ أنّني مختلفٌ عنْ باقي الرّجال

ها قدْ وقعتِ في عشقي وخسرتِ الرّهان 

وأثبتِ لنفسكِ بأنّني وطنٌ 

ومنْ يلجأُ إليهِ يجدُ فيهِ الرّاحة والأمانَ

لكنّك وكأيّ امرأةٍ 

يحكمُها مكرُهَا وكيدُهَا العظيم 

مجدداً لنْ تستسلمين 

ولغير المتوقعِ لكِ سوفَ تتحدين  

ومنْ هذهِ الورطةِ نفسكِ ستنقذين 

ومكيدةٌ جديدةٌ ستدبرين 

وها أنا وبهدوءِ الواثقِ  أراقبُ 

وأنتظرُ ما يدبرهُ ذكاؤكِ الثّاقب

وها أنتِ مرّةً أخرى للخديعةِ تلجأين 

وفجأةً لحادثِ سيرٍ تتعرضين 

وفي غياهبِ الموتِ تسافرين 

كمْ هي قاسيةٌ هذه النهايةُ سيّدتي 

حينَ يحولكِ الصّدقُ

من امرأةٍ مراهنةٍ لعوبٍ 

إلى عاشقةٍ 

اختارتِ الموتَ مرغمةً عليهِ 

كأفضلِ أسلوب

وحلاً وحيداً للرحيلِ 

عنِ الرّجلِ الذي سيطرَ على كيانِها

خوفاً منَ الاستسلامِ لهُ بالهروبِ

فمعذرةً سيّدتي لأنّني

أوقعتكِ بالحبِّ منَ خديعتِكِ الأولى

وماعهدتُ منَ العشقِ قلباً يبرأ أو يتوب


صالح_دويك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.