ويسألونني .......من أنا ؟؟✍أ. فوزية الخطاب

 ويسألونني .......من أنا ؟؟


سادتي الكرام:

أهل الأدب والذوق الرفيع

هل تعرفون من أنا؟

 من أكون ؟

أنا فتاة من المجتمعات العربية الإسلامية.

هاكم حكايتي 

صورة من صور كثيرة 

أنا صبية عاشت بين المروج الخضراء، تسابقت مع قطعان الأغنام في البادية، حملت الحمل الصغير بين ذراعيها

تراقصت على  أصوات العصافير، هامت حباً بالطبيعة

جعلت الليل صديقاً وسميراً،

تحكي له ما أشجاها، وأضحكها وابكاها،

ويوماً بعد  يوم كبرت الفتاة

بدت حكايات الزواج، 

عريس هنا وعريس هناك،

فارس على حصان أبيض 

يحملها ويطير بعيداً، إلى أرض الأحلام الزهرية،

نظرت الصغيرة إلى المرآة

- هل فعلا أصبحت شابة،؟

-هل سأمتطي الحصان الأبيض؟

تعالت الأصوات:

-نعم... بلغت سن الرشد،

زوجوها.

- لا... ما زالت  طفلة.

دعوها تكمل تعليمها 

حكايتي أيها الكرام باختصار، 

درست...وتعلمت ، ولم يأت الفارس على حصانه الأبيض

وبقيت الأصوات تتعالى وتتعالى: 

متى ستتزوج و تنجب أطفالاً؟

جرت الأمور كما أرادوها أن تكون،  بيت وزوج وأطفال

مسؤوليات ثقال، فاقت تحملها 

نظرت الفتاة إلى المرآة :

-هل فعلا كبرت؟ أم أني ألعب درواً في مسرحية ما؟

هل فعلا أصبحت زوجة؟

هل فعلاً سألتزم بتقاليدهم البالية؟ 

فعلا تزوجت لكن لن أكون كما أردوا!

لست دمية بل إنسانة حرة،

سئمت إملاءاتكم،خزعبلاتكم،

سأمضي في طريقي بخطى تابتة، واثقة، 

سأنتزع حقوقي كلها، 

أنا إنسانة حرة مستقلة، كاملة،

لا أكتمل بأحد،أمضي بثبات،

أرسم حريتي أمام الجميع،

أعزف موسيقاي الجميلة،

أعلم الأجيال الحقيقة الجارحة للكثيرين، أن الدين براء من كل هذه الترهات،

وأن العلم حق مشروع للفتى والفتاة على حد سواء.

هذه حكايتي 

فتاة ترعت في البادية درست، تعلمت في المدينة، رضعت الرفض وعدم الخنوع من حليب أمها،

لم تحني رأسها أبداً

طيبة نعم... لكن ليست غبية

تعلمت...فهمت معنى الحرية.

مرت الأيام والشهور والأعوام،

نظرت إلى مرآتها  تسألها:

-هل فعلا كبرت وتغيرت وفعل بي الزمن كل هذه الأفاعيل

سادتي الكرام:

كبرت ولكن الطفلة التي بداخلي تأبى أن تكبر

 وتعيش في زمن الكبار،

طفلتي كل ليلة يشدها الحنين 

إلى صديقها الغائب.

مدت ذراعيها للحياة، للحب فهو مدرسة تعلمت منها مبدأ التضحيات، رفعت شعار الحرية رفضت الخنوع، وأن تكون مجرد أنثى، تتزوج، تلد، تطبخ ، تنظف، وكل مساء تنتظر  مباركة الزوج والحماة،

تستجدي عطفهم.

ولدت حرة

وسأعيش حرة ، 

وسأحكي للعالم

كيف تكون فتاة البادية.

بقلمي فوزية الخطاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.