( أزمة اللغة )الأديب وصفي المشهراوي
( أزمة اللغة ) لا تنبع أزمتها من تركيب الحروف بقدر ما هي في شقلبة الحروف . أزمتها في خلط حابل الألفاظ بنابل المعاني . أزمتها في جعل اللغة لها ألف شاردة وألف واردة . كان اللغويون فيما مضى يستعملون بوصلة الدقة حين تسير سفن حروفهم تجاه ميناء السواحل الآمنة قلما تجد خطأً يُذكر عند قراءتك نصّاً أدبياً تهتز له طرباً لنقاء الحروف من الأخطاء . وتماسكها كعقد فريد تندهش من روعته . أما أدب هذا الزمان فهو مثل إعصار فيه نار لا يترك شيئاً يعوَّل عليه لتخليد ذكراه . فهو كهشيم يحتطب عليه طبّاخوا الثرثرة ويحسبون أنهم على شيء من العلم الرفيع ويا ليتهم كذلك ليرفدوا الأدب ببعض ما يحتاجه من نماء تترعرع فيه أغصان المعاني وتتمايل معه ظلال المباني . لكن المؤسف لا يوجد ناقدون يتم نضوجهم من خلال ميدان الأدب بشكله الصحيح الفصيح اللهم إلا النزر اليسير الذي لا يكاد يُذكر . من هنا تكمن المصيبة أمسى التركيز على عدد حملة الأقلام وليس على عدد الأقمار التي تمسك بالقلم فيضيء على صفحات السطور فتبتهج النفس من القراءة وتنشرح الصدور .)( الأديب وصفي المشهراوي)
تعليقات
إرسال تعليق