القصيدة الأخيرة..قلم علي سليمان

 القصيدة الأخيرة..

هذه قصيدتي الأخيرة لك..

ولن اكتب  بعدها قصائد..

هذه اخر شمس تشرق عليك..

ولن يكون بعدها شمس 

تنيرين بها ظلمتك..

هذه اخر أيام حزني عليك..

بعدها لن يكون هناك حزن

واخر أيام شوقي أليك..

بعدها لن افكر في الشوق..

وآخر وجع احرقت به نفسي

وقت كنت احترق من شدة الصمت..

هذا آخر حب قدمته لك..

بعدها لن تعرفين معنى الحب..

....

اكتب لك من هذا المنفى المحاصر..

تحت الصمت والهدوء والخوف والعزلة..

تحت المطر الغزير

والصقيع والزمهرير

أمشي على طريق العزلة بين اشجار الزيتون الخضراء

وأول بدء الليل وهو يسرق زرقة السماء

هل اعترف لك بشيء..

ان الوحدة هنا تأسرني..

والعتمة تخيفني..

وذكراك يذبحني..

افضل ضوء عينيك..

افضل رخم صوتك الراقي..

افضل نظرتك لي ..

نظرتك التي رغم موتي ..تحييني....

على حافة الساقي تلتف ذراعي حول خصرك..

على كل المرتفعات الجبلية انت ممتدة..

على اسطح المنازل وأزقات الحارات الضيقة..

بين هدوء الليل ولئلئة النجوم أرى ابتسامتك ساطعة..

على ساحل المتوسط وشط العرب انت حاضرة ..

وأضواء السفن الراسية ووجوه العابرين وحركة الموج الهادئة..

حينما كنت معك..

 كانت نظرتك تلغي كل مفاهيمي..

صوتك يلغي صوتي ..

فيتحول الكلام الذي كنت أود قوله لك الى قصيدة حزينة..

يتحول المكان الى حرب مهزومة غير منتهية..

لست نادما على سنتين قضيتهما معك..

لست نادما على سنتين قضيتهما محاولا فهمك..

محاولا التقرب اكثر منك..

والعيش معك..

أنا لا أحترف الندامة ..

ولست آسفا لأنني معك خسرت الرهان..

لأنني معك لعبت دور الحلم المستحيل

على كل الجبهات

إن الرهان على حبك هو الرهان على كل النساء..

ينجح مرة ..ويخسر مرات..

ولسوء حظي كنت أنا الرهان..

ولا ينتصر في النهاية سوى النساء..

ان تجاربي مع الحب والنساء..

ان تجربتي معك..

كالحرب بين اسرائيل وغزة..

لا يعرف من سينتصر في النهاية..

لا يعرف من هو الضحية ..

اتوهم أحيانا أنني سأنتصر..

وأحيانا اخرى أنهزم..

ورغم كل حرب باردة افتعلتها أخسر..

لكن أجد في خسارتي مزيدا من كتابة الشعر..

وأحلم بالنصر..

قلم علي سليمان

سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.