اليراع نضب...د. علي المنصوري

 اليراع نضب


بؤسٌ لا يلام 

كأن السكون دهشة 

وخرير اليراع نضب

الوقت لازال يجر الذكرى

والشوك أصابه الملل

تنسل الوعود خافتة 

وقيح الوجوم محى الذاكرة 

انسحبت عقول التلاشي الى المتاهات 

ووجهكِ قادني لأكتب خلف السطور

قد تكون لغة عائمة

أو حروفا تقطن الليل بغباء

تقذفني أفكاري العارية 

من مقامات بأعلى النور 

نحو جحور لأفكارٍ هاربة 

لِمَ ..

لماذا ..

ماذا جرى ..

بدأت الذاكرة تخلو 

ليلف الخلايا شرودا لبعيد 

ولن يبقى في شريط الذكريات إلا حروفا عندما تجتمع تشكل اسمكِ

الوقت تمدد ..

فاق تقدير الساعات 

حتى أجتمع ليستمع أنيني 

يحاصرني ..

يسخر مني ..

الأضواء تغدر بيّ

ما كان الجلنار مرتبكا 

حتى يستفيق عصف الخريف

ليشتت جمع الأوراق 

ويعصف بمتوك الأزهار 

ويحيل الثمار رمادا 

كل ما دون الذاكرة يسير للمنفى 

كأن القلب نبضه فاتر 

يزقزق كعصفور في قفص الملامة 

تضيق قضبانه على أوجاعي المتكدسة 

أيقظني البؤس

انكسر الماس

أرهقني صوت خرير الماء من شلال الدموع 

فحاولت الرحيل لضفة الصمت 

وأسلمت إلى صفير الذكريات عقلي الجريح 

قد يجد الصمتُ علاجا 

ودربا ينسل منه بصيص ذكرى 

بؤس لا يلام 

لأعود لكِ بلهفة 

لا يعرفها سوى من مات ظمآن 

فخرير اليراع نضب 

ولازلت لا أعرف أكتب 

سوى اسمكِ 


د.علي المنصوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.