قصة قصيرة أحاسيس خادعة..د. عبد الحميد ديوان

 قصة قصيرة

                                   أحاسيس خادعة


أمسكت بيدها المرتجفة فرحً بأوراق لها خطًت عليها مشاعرها وأحاسيسها ،فكانت قصائد تزغرد أملاً وفرحاً بدنياً تنشدها مع حبيب تنصهر في أعماقه عشقً أبدياً

قرأت في الورقة الأولى

رسمت تراتيل الهوى نغماً

              يختال فيه زورق الحب

فتراقصت آمالها تشدو به

           نغماً يغرٍد فيه بل يسبي

وضعت الأوراق في حقيبتها وانطلقت تتقافز والبهجة تغمرها إلى أقرب دار نشر ليرصفها لها كتاباً تطلقه في دنيا الشعر ،فيقرؤه كل من يملك قلباً كقلبها.

وقفت عند أول دار نشر رأتها..اقتربت من صاحب الدار..سألته بخجلٍ,:أيمكن لك يا سيدي أن تجعل هذه القصائد كتاباً محلًى بأزهار الفرحة والأمل..

نظر صاحب الدار إليها وعلى فمه نصف ابتسامة و..قلًب الأوراق بين يديه..قرأ قصيدة..ثم أعاد إليها الأوراق وقال بسخرية ممطوطة ,:هل تملكين يا سيدتي ثمن طباعتها ؟..!

فوجئت بسؤاله... احمر وجهها ارتباكا و.. خجلا ثم أجابت بصوتٍ خفيض:ألستم انتم الذين تطبعون هذه الكتب على حسابكم و....سكتت قال لها وماذا ايضأ..أجابت وتعطوننا ثمنها

ضحك الرجل بصوتٍ عالٍ ثم قال بسخريته المعهودة:لم تعد هذه البضاعة صالحة للنشر يا ابنتي...دعيها عندك للذكرى.

راحت الفتاة تجر أذيال خيبتها ودموع الخذلان والخجل تقطر محرقة وجناتها...ثم عاودت سيرهاتجر أذيال خيبتها ،والأوراق تتساقط من يدها ورقة إثر أخرى تبكي خيبتها


د عبد الحميد ديوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.