جزاء الجندي الحر...شعر كمال الدين حسين القاضي

 جزاء الجندي الحر                                                              جزاءُ جنودُ الأرضِ كلَّ ثنائي

على سهرٍ ما ينقضي وعناءِ


رجالٌ على حقٍّ بكلِّ عزيمةٍ

وعينً صمودٍ عندَ هولِ بلاءِ


فقدْ ذَكرَ الرحمنُ بينَ كتابهِ

مقامًا لهمْ بينَ الجنانِ وماءِ


إذا ما أتى عندَ اللقاءِ شهادةَ

سليمًا بِلا قصدٍ الرياءِ وداءِ


أسودٌ منََ الغاباتِ عند َنزالها

بما كانَ منْ عزمٍ  وحبِّ لقاءِ


تعيشُ على أرضٍ بِحَرٍّ وصخرةٍ

بها كلٌّ ليلٍ مظلمٍ ودهاءِ


تراهمْ على صبرٍ  وخيرِ تجلدِ

سبيلَ بقاءِ العزِّ فوقَ ثرائي


وَيحْملونَ الموتَ حينَ منيَّةٍ 

ويرفضونَ العيشَ دونَ علاءِ


حدودُ بلادي في تمامِ سلامةٍ

خلالَ حروبٍ من ْدروعِ لواءِ


أصولٌ على قلبِ الجنودِ كريمةٌ

بها كلُّ خيرٍ ثمَّ سقفُ وفاء


 فوارسُ في أرضِ المعادِ صميمةٌ 

ترومُ إلى  عزٍّ  ورحبِّ فضاءِ


بغيرِ سلاحِ الدينِ نحيا بظلمةٍ

فبابُ منََ الإيمانِ خيرً ضياءِ


فئاتٌ منَ الأحرارِ تهيبُ قوافلًا 

وترمي جحيمًا منْ زنادِ فناءِ


حماةٌ على مرِّ السنينِ لأمةٍ 

بكلِّ نفيسٍ ثمَّ روحِ فداءِ


رموزٌ وتاجٌ للبلادِ  وعزِّها

نقاءٌ بهمْ دومًا وحسنُ سناءِ


فكمْ من ليالٍ  والصقيعُ لواسعٌ 

على كلِّ جنْدٍ  ثمَّ  مرِّ شقاءِ


قلاعٌ  على طولِ الحدودِ متينةٌ

نسورٌ بها  حقٌّ  بحسنِ رماءِ


إذا ما  دنا وغدٌ تراب عروبة

يفرُّ جنود الحق نحو عداء


يعيشونَ السهدَ ليلًا لعزة

وأرضٌ بها مجدٌ  وكلُّ رخاءِ


وخيرُ نباتِ الأرضِ نبتُ مجاهدٍ

يصونَ بلادَ العرْبِ دونَ غباءِ


أتى في ثيابِ الحُرِّ  عبرَ حياتهِ

يذودُ عن الأوطان عبر عراء


تراه طيرا بالسماء محلقا 

بقلب شديد العزم عين ذكاء


فما كان إلَّا كالصخورِ صلابة

متين بلا عيب ووصم  هراء


جسورٌ بميدانٍ وعندَ معامعٍ

يجوسُ رمالَ النارِ دونَ وقاءِ


كثيرُ عطاءٍ دونَ خوفِ نحيبهُ

كريم على جود وحسن صفاءِ


فما كان يومَا منْ وغى بمخافةٍ

طبيبُ على درء العدى بكفاءِ


بقلم كمال الدين حسين القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.