موت وأمنية //بقلم أ. د. علياء غربال
*موت و أمنية*
تمنيت أن الموت
شعاع شجاع
يحمل سيف الليل الطويل
و يقتل شبح الوقت
النائم في مخدعي
منذ أربعة عقود
و لا يقض صوت العويل مضجعي
فأنفض ملاءة الحياة
و أقضي بقية أوقاتي
في سبات اللحود
تمنيت أن الموت
حصان المستحيل
يحملني إلى واحة الأماني
و يسقيني من أثداء النخيل
فتصبح سنيني كالثواني
تمسح آثار أيامي
المتناثرة على درب الرحيل
فأنسى الأمس و ينساني
و أبدأ رحلة العمر الجميل
تمنيت أن الموت
شاعر المحال
يكتبني بأبجدية الخلود
و يكحل أجفاني بحروف الحياة
و يقبرني في دفتر الخيال
كنقطة لم تنهمر في آخر سطر
فأختبئ تحت مظلة سؤال
و يبحث عني في بحر المعاني
و لا يلقاني
تمنيت أن الموت
سحابة قطن
تمر سريعا فوق التلال
و أظل أراقبها كالأطفال
يلاحقون فراشات الزمن
و يقطفون تفاح الغد
و ينسون في المساء السّلال
فيظل العمر ينتظر على الشجر
ليقبّل اليوم ثغر المطر
و يغدو الفناء موسم المحال
د. علياء غربال (تونس)
تعليقات
إرسال تعليق