عبث الأيام...بقلم أ. بو زيد كربوعي

 و انا أعزف على أوتار الحزن 

تتحرك مفاتيحي فتفتح جروحي  

تسمعني ألحاناً دافئة و كلمات شاردة  

هاربة من ألمي الدفين 

 أسى  وشجناً  و ندماً  وحنينا .  

أعاتب  قلبي  وأجلد نفسي 

 و أتساءل هل كان بإمكاني أو لم يكن 

من الممكن  تفادي عذاب السنين  . 

أعزف على أوتار حزني العميق  

تناهيد  زفرات  وشهيق  

و تعتصرني الذكريات 

 و برودة المكان العتيق  

  أحاول التوقف عن شرودي  

فأجدني وحيداً 

 لا  جليس و لا أنيس  و لا رفيق  .

  يستمر ذاك اللحن الحزين 

 لا يريد مفارقتي  و أواصل لمس مفاتيحي

 و أحاول حبس دمعي في أحداقي  كالحريق  .  

يسكنني  الماضي  و تتملّكني  الحسرة 

 على رحلة كنّا فيها على نفس الطريق  .  

و يختزل طيفكِ المسافات  

وتذوب المشاعر بيننا وتتكلم النظرات 

وتشي بنا أعيننا

 و تفضح شوقنا تلك الدمعات. 

نستذكر أغانينا الحالمة

  وأحلامنا  وكل الآهات  

 ماذا فعل الزمن بنا؟

  شوّهنا و أفسد براءتنا

  وكبت فينا الهمسات 

عبثت بنا الأيام 

 ولم يبق من حبّنا إلاّ الذكريات   . 


بوزيد كربوعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.