المسحراتي...بقلم أ. فوزية الخطاب

 المسحراتي 


العم ابراهيم جارنا، إنسان طيب خلوق، الكل يحبه، اعتاده أطفال الحي أن  يوزع عليهم قطع الحلوى والشكلاطة،  لسانه يقطر عسلاً ، الكل يعتبره فرداً من أفراد عائلته، يسكن في الطابق الرابع من العمارة مع زوجته (لالة خديجة لم يرزقا بأطفال)، فكأننا  أطفالهما، الجميل في العم ابراهيم أنه كان " المسحراتي" يضرب طبلته الكبيرة ليوقظ الصائمين للسحور، أحببنا  رمضان من خلاله وكأنه أيقونة وعنوان من عناوين الشهر الفضيل، تراتيله الجميلة تسحرنا، مرة  يحمل دفته ومرة أخرى نقاره، يتجول في الأحياء والازقة وينادي:

- " يا نَايْم قُمْ وحٌد الدايم ، وحٌد الخالق الذي لا ينساك قم للسحور،   رمضان جاء يزورك..."

 زرته قبل الشهل الفضيل لأبارك له وأتفقد زوجته          ( لالة خديجة):

- عمي ابراهيم، رمضان كريم وكل عام وانتم بخير. 

- أهلا بنيتي ،رمضان كريم.

- وأنت يا خالتي كيف حالك ؟

- الحمد لله بنيتي ،اللهم بلغنا رمضان يا رب.

رددنا جميعا:

- اللهم آمين يارب العالمين 

- عمي ستتحفنا هذا العام بأناشيدك.

- إن شاء الله تعالى، بنيتي عسى الله أن يتقبل منا صالح الأعمال.

- حفظك الله لنا عمي ابراهيم، تعلم أننا نحبك .

قبٌلت يديه بكل حب، فدمعت عيناه ، مسح على رأسي .

هلٌ رمضان، استقبلناه بالتكبير والتهليل وبأناشيد العم ابراهيم، التي حفظناها عنه.


بقلمي فوزية الخطاب 

                      16.03.2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.