إشراقة فجر...بقلم أ. فوزية الخطاب

 اشراقة فجر


(سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنات عرضها السموات والارض... )،

 تردد على أمواج الإذاعة بصوت شجي، انتبهت لحالها فانكمشت في مقعدها، وهاجس يردد جنات...؟! تتطلع إلى الإشراق النوراني في داخلها..تراه يوما مشهودا...  تنهدت بعمق... اختنق صوتها... اغرورقت العين وامتلأت..

- مابك آنستي؟  كيف لي مساعدتك؟

أومأت برأسها ...

- انا بخير سيدي الفاضل.

عادت لشرودها،تساءل النفس،تهفو إلى محو السقطة والخطيئة..  

- إلى أقرب مسجد توقفت بها سيارة الأجرة ...يحملها الشوق والرغبة إلى الوقوف بين يديه، تريد التخلص من هفوات الزمان، تطمح إلى القبول والرضوان... اجهشت بالبكاء، وصامت عن الكلام.

- بنيتي.. رحمة الله أوسع من ذنوبك، هوني عليك، 

- سيدي... أثقلتني بحملها وأشواكها...

- انتظرها إلى حين تغادر مصلاّها.. 

 أكملت وقفتها بخشوع، متوجهة بقلبها وكيانها، باحت بهمومها، وأحزانها، تتطهّر وتسمو بروحها بين يديه، بكل العبرات تغسل حبوتها

- لطفا خذني لحي (تاراست)- 

عادت للغرفة التي استأجرتها.. بعد تنكر الأهل لها ..استلقت على الأريكة واستغرقت في النوم، رأت برهانا لطالما انتظرته وقت الفجر، غاصت ف خلوتها بخشوع، تقرأ آيات الذكر الحكيم...أرسلت رسالة  قصيرة

- (مرحبا  سامي أرجو أن تكون بألف خير، أرسلت لي الكثير من الرسائل، هيا انهض وتطهر، وإذا رغبت بي تعرف الطريق الموصل ..إلى اللقاء). 

لاحظ أحد الجيران نوراً  يسطع من غرفتها ورائحة زكية تملأ المكان، طرق الباب...إذ بها مستلقية في بباض كعروس زفت لعريسها، نور يعلو محياها، رحلت وخلفت حزناً عميقا. 


بقلم 

فوزية الخطاب

                      10.04.2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.