*حبيبة لم أكتبها*..د. علياء غربال
*حبيبة لم أكتبها*
كتبتُ أشعاري عن عشرات النساء
و سكبتُ على الصفحات حبر الاشتهاء
و عندما أردتُ أن أكتبكِ يا حبيبتي
صارت كلماتي بكماء
فقبلكِ ما وُجدت أبجدية الجوى
في دفاتر العشّاق
و قبلكِ كان الشِّعر خمرا يراق
على شفاه عارية تمتهن الانتشاء
و قبلكِ كانت كل الأسماء لديّ
فتائل قناديل المساء
تنير قصائدي لبعض الوقت
و تطير في الغد على أجنحة الصمت
فأنسى الجسد الذي عنه كتبت
و أتكئ تحت ظل الملل
أدخن سجائر الانتظار
و أرتشف حروفي على عجل
كعجوز يرى الموت من نافذة القطار
يا حورية الحب في زمن اللا حب
كيف أصنع من شعري بحر الندى
و من عينيكِ الحالمتين مركبا
و أجدف بحروف الجوى و لا أغرق
كيف أمنع الجُمل من الاغتسال
بين شفتيكِ حتى تشهق
كيف السبيل للتعافي
من رعشة الشِّعر التي تعتريني
حين أراكِ على جبال القوافي
كطيف يختال بين الخيال و اليقينِ
أمد كل حبال حروفي إليه
فيفرّ مني
و في فصول الكتابة العجافِ
أسقيكِ من حبر المحال
و أسجّيكِ بين سطور التمنّي
و أسألك ألا تخافي
إذا طال صمتي
و سقط من سفوح الكلام صوتي
فنزفت الروح بحب خرافي
و صرتِ أقرب إليّ منّي
د. علياء غربال (تونس)
تعليقات
إرسال تعليق