ضاقَتْ بِنا...شعر محمد الدبلى الفاطمي

 ضاقَتْ بِنا


ما بالتّخَلُّفِ قدْ أمْسى لنا قدرا 

حتّى المُؤَنَّثُ قدْ أضْحى بنا ذكرا

تَلَوّثَتْ قِيَمُ الأخْلاقِ في زَمَني

والحَيْفُ أصْبَحَ في الإنْسانِ مُنْتَشِرا 

ضاقَتْ بِنا سُبُلُ الإصْلاحِ واتّسَعَتْ

بالمَقْتِ دائرَةُ الطُّغيانِ فانْفَجَرا 

إنّا لَفي زَمَنٍ  زادَتْ كَوارِثُهُ

والبَغْيُ عَسْعَسَ بالظّلْماءِ مُسْتَتِرا 

جَهْلٌ يُقَدِسُهُ الجُهّالُ واأسفي

إنّ التّأخُّرَ قدْ أمسى لنا قَدرا


يَبْدو التّخَلُّفُ طبْعاً لا لهُ أجَلُ

إلاّ إذا قادَنا الإصْرارُ والأمَلُ

تَحْيا الشُّعوبُ إذا ما العَزْمُ حَفّزَها

والعَكْسُ يَحْصُلُ إنْ أوْدى بها الوَجلُ

إنّا نرى أُمَماً شاءتْ فحالَفَها

عَزْمٌ يُؤازِرُهُ الإلْحاحُ والعمَلُ

لَكِنّنا عَمِيَتْ بالجَهْلِ أعْيُنُنا 

فَفَرّقَتْ بَيْننا الأوْهامُ والحيلُ

أرْحامُنا انْقَطَعَتْ والإرْثُ مَزَقها 

لَمّا أغارَ على أمْجادِنا الهَمَلُ 


  

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.