مفهوم المثقف في بلدنا... الزبير بشير بويجرة

 إيه ياصديقي الغالي....!!!               مفهوم المثقف في بلدنا لا تعرفه حقيقة المعرفة الا شرذمة قليلون من الذين يتشاركون نفس الاهتمامات والهموم.

نحن لقد جنحت بنا سفينة الحياة نحو المادة النفعية الملموسة،فكل ماهو مادي نفعي ملموس،فهو إنتاج،وصاحبه محترم مبجل ،ومن ثم يحق للمجتمع أن 

يثمن قيمته حسب مردوده.

أما أولئك الذين يهومون في الفكر والفن والفلسفة والأدب والدين...

فهم ناس لا يعيشون الواقع السابق الذكر،وإنما يعيشون الأوهام،والأحلام والمثل في نظرهم...

فلا مكانة لهم في مجتمعناالا المرتبة الدنيا...

النقلة المادية التي جعلت الهوة شاسعة بين المادة والروح التي يعيشها مجتمعنا جعلته يكفر بما يسمى بالثقاقة،ولا يعترف بشرعيتها،ومن ثم لا يلقي لها بالا،وأكثر من هذا ربما تزعجه ،وتنغص عليه حياته...

الفكر الغربي غرس فينا،تغريب الفكر،والجري وراء المادة، والجشع،والطمع والتطور المادي المنسلخ عن كل ما هو روحي ثقافي،فكري... جعلنامستهلكين لمنتجاته،فلا أحد يلقي بالا لغير هذا ،ولهذا تجدنا جميعا متصارعين مع المادة ،كل منا يبحث عن كسب قصب السبق فيها،وفي ذلك فليتنافس المتنافسون،

لا نكتفي بما يسد حاجاتنا،وإنما نريد أن نأخذ كل ما في الدنيا ،أو على الأقل نكون متميزين عن الآخرين...

ياصديقي الغالي:هذا سبب من أسباب تخلفنا،ولن نرجع إلى مكان ريادتنا،إلا إذا أصبحت الثقافة،هم كل واحد منا ،كما يحرس على الأكل والشرب،يحرص على تغذية عقله وروحه...

ولا مجال للصدفة هنا،فكل مخطط له،والأسباب تحقق النتائج المضمونة بالنسبة لهم...

ولكن-سنة الله في خلقه- أنه مهما طال الليل،فإن النهار آت لا محالة ،والشمس تشرق بنورها.

ودوام حال من المحال.

الزبير بشير بويجرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.