المكتوب...قصة بقلم الزبير بشير بويجرة.
*المكتوب*
سليم طالب يدرس في الثالثة ثانوي،ذات يوم وهو عائد إلى بيته،
وبينما كان يمشي فوق الرصيف،فإذا بسيارة بسرعة جنونية تصدمه،فأسرع به رجال الحماية المدنية للمستشفى،وبعد الفحوصات،تبين بأنه أصيب إصابة خطيرة،في كليته اليسرى،وهي تنزف،ويمكن أن تتسب في وفاته،ولهذا قرر الأطباء استئصالها فورا.
وعندما تم إخبار"سليم"بالخبر
أصيب بالدوران والحيرة،ولكنه كان بين خيارين أحلاهما مر،بين أن يفقد إحدى كليتيه، وبين أن تبقى ويموت،فاضطر أن يختار الاستئصال.
وبعد أيام من إجراء العملية،وتماثله للشفاء نسبيا،حضر الطبيب الجراح،الذي أشرف على العملية،للاطمئنان على صحته،فوجده كئيبا علامات الحزن على محياه.
فسأله الطبيب:أتسمع بالمكتوب يا سليم؟!.
أجاب سليم:أجل
يا دكتور.
لكني خسرت شيئا أساسيا في حياتي،وهو كليتي.
الطبيب:أنا كنت مثلك أسمع عنه حتى شاهدته معك،ونحن نجري لك العملية،لا حظنا وجود نسيج غريب في كليتك اليسرى التي استأصلناها،وبعد إرسالها للخبر للتحليل،ظهر أنه كانت بداية تغيرات الخلايا،في بداية نشاط سرطاني،لا يمكن أن يكتشف الا في مرحلة متأخرة جدا،وعند ذلك تكون في عداد الموتى.
سليم:تقصد أن السيارة أنقذتني من الموت المحقق!!،ومنحتني فرصة الحياة.!
الطبيب: هل تعتقد أنها صدفة.؟!
سليم-وهو يبتسم-أكيد هذا قضاء الله وقدره-الحمد لله-.
الطبيب:هذا هو المكتوب،الذي نتحدث عنه،ولا يكشفه الله لنا الا نادرا،وهو يقول في كتابه العزيز:"عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم" .
الزبير بشير بويجرة.
تعليقات
إرسال تعليق