في ظل العولمة الوقحة والجنون الالكتروني ...أ. طه هيكل

 في ظل العولمة الوقحة 

والجنون الالكتروني 

والفضاء المعبأ بالتلوث  اللامعقول 

وفي صدمة  بالغة  خرجت  ذات يوم   لشراء بعض الاحتياجات  المنزلية  أغلقت الباب  متأكدا  ونزلت السلالم  مسرعا  ووقف التاكسي  ولم أنتبه  أن الهاتف  بجانب مفاتيح  المنزل  وبينما  أنا  أعتدل  جالسا   في التاكسي سمعت صوت كسر  شاشة الهاتف عندما ضغطت المفاتيح  عليها  حين اتكأت على الجانب  لأصلح  جلستي

أخرجت  الهاتف  لأفاجأ  بكسر  الشاشة   وليس  لدي غير هذا الهاتف   وكل شيء  يخصني  من كتابات  وخواطر  ومناسبات  وذكريات مسجلة  على هذا الهاتف  

أخذت الهاتف  للفني  المختص  وطلب  ساعتين  إمهالا  للانتهاء من تغيير  الشاشة 

وعاد الهاتف  كما  كان  

وبعد  أيام  أو  أسابيع   لاحظت  شيئا  غريبا  ومريبا  في  نفس  الوقت   صدمت  عندما   وجدت   نملة  داخل  الهاتف  نملة  تتحرك  عندما  أفتح  الهاتف   ولا أراها  عندما  أنحيه جانبا  

فكرت  مليا  في  الأمر   كيف  لهذه  النملة   أن  تعيش  داخل  هذا  الهاتف   وتسافر  معي  عبر الطائرة  مرتين  إلى مصر  ذهابا   وعودة    والملفت  للنظر   أنها  ذهبت  معي إلى مرسى مطروح  خلال  الصيف  المنصرم 

 فتناوشتني  الظنون    واستبد  بي  التفكير  

وأخذت  أضرب  أخماسا  في  أسداس 

أين  تبيت  تلك  النملة ؟  وهل تقوم  بفتح  الهاتف   وأنا  نائم ؟ 

ومن  أين  تشرب 

وأخيرا   وبعد  تفكير   عميق  تذكرت  أن  أحد  الأصدقاء  أرسل  لي  رابط   لدخول  صفحة  خاصة  بالطهي والأطعمة    فتأكدت  أن  النملة تدخل  إلى الجروب ليلا   وأنا  نائم   لتتناول  طعامها  وشرابها  في  غيابي 

 فهدأ  خاطري  واطمأن  قلبي 

ولازالت  النملة  تتجول  في  الشاشة  عندما   أستخدم  الهاتف    وتذهب  إلى  جروب  الطهي  ليلا   لتقتات   وتحافظ  على  رشاقتها   وخفة  حركتها 


طه هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.