صرخة غريق (نثر) بقلم :ماهر اللطيف
صرخة غريق
(نثر)
بقلم :ماهر اللطيف
ذرفت دموعي الغالية على جسدي ذرفا مدرارا
ودعوت الله في كل الصلوات والخلوات والأذكار
وفي العشي والإبكار و بين الصغار والكبار
وعند كل إمام أو شيخ أو متطبب أو سحار
وبحضور العائلة والأصدقاء والأقارب والأجوار
وكل من عرفتُ وعرفتَ أنت يا من أغرقتني في بحار
حبك المجنون قبل أن تقيم فجأة بيننا الأسوار
وتتركني في قاع الخيانة أقارع الموت مع الفانين والفانيات
وأبكي وأندب حظي مع زمرة من الغارقين والغارقات
الذين حزنوا وتفاعلوا مع آهاتي التي أيقظت الأموات
وقصّوا عليّ عشرات القصص المماثلة من الخيانات
التي يأتيها بعض أشباه العشاق والمحبين والمحبات
الذين يزعمون ويقسمون أنهم من معتق الحب سكارى
وأنهم الوفاء والإخلاص والصدق والولاء
ونبل المشاعر والأحاسيس وعمقها، والصفاء
وغيرها من الشعارات التي تتلاشى عند أول ابتلاء
وأول قرار للخيانة والغدر والتنكر لأنبل انتماء
حالما يغيرون الهوى وتدق قلوبهم بنهم وشغف بعد اقصاء
الحب القديم الذي انتهى زمنه من طرف واحد وبات جدارا
جامدا، هامدا،مصدوما ،غارقا في بحر من الأحزان
والخونة ينعمون بالهناء والسعادة والرخاء والحنان،
غير عابئين بضحاياهم الذين يدعون باستمرار الرحمن
حتى ينصرهم على الغدارين الذين أذاقوهم ويلات الحرمان
والفقد والوجد وغيرها من التسميات التي تقشعر لها الأبدان
وتزيد من أرق وعرق ومرض المتيمين والحيارى...
فاحذر دعواتي وحرارة دموعي التي سقت الأرض
وأغرقتها ومن عليها بسرعة مهولة بهذا العرض
وزعزعت الجبال ومكونات البسيطة في كل فرض
أدّيته و دموعي تلازمني وتزيدني مرضا على مرض
وتمس من جسدي وعقلي وقلبي الذي أوشك أن ينقرض
وهو يدعو الله بحرقة ويرجو الانتصار
لرد الاعتبار وجبر الأضرار وتكميم الأفواه
التي تهوي النميمة والتفرقة والفتنة والابتعاد عن الله،
وكل العوازل والخونة وعبدة النزوة والغريزة يا أشباه
العشاق والمحبين، يا من تتنكرون للحب الحقيقي و ذكراه
وتتسابقون صوب السراب المضل الذي لا تعلمون منتهاه
وتتحدون القدر وتحلمون بالمستحيل ولو طال بكم الانتظار،
فتذبحون الصادقين والمخلصين وتهرعون نحو بحار
لا تعلمون عن أعماقها شيئا ولا محتوياتها غير ما تراه الأبصار
وتنبهر به وتركع لوقعه دون قيد أو شرط مثل الصغار
وترتمي في مياهها طلبا في الاستحمام، فيستقبلكم الإعصار
و يتلاعب بكم مثلما تلاعبتم بغيركم أيها الأشرار .....
تعليقات
إرسال تعليق