مطر مطر مطر...مهدي عبد اللطيف رستم
مطر مطر مطر
حب تلاشى واندثر
وشوق له نقش الأبر
وعتاب يطويه الصدر
وآه وآواه والقهر
مطر مطر مطر
رأيت خيالا زائرا
وكان لطيفا مشتهر
رمقت غزالا قد عدا
بين السماء والقمر
كأنه نور بليل
أو أنه ضي النظر
كأنه الروح سعت
بين الجوارح للسمر
أو أنه قلب رئيف
يخفق بلطف ذو بصر
أو أنه عذب الصبا
من نسيم نجد المشتهر
مر بريعان الصبا
على فتى هاوي للسهر
تقطعت به سبل النجاة
فأوى وأستعصم بالصبر
أوى إلى ركن شديد
بطود حلم مفتخر
وعرج والليل مقيم
إلى فيء يظلله بدر
وكان ظل مستقيم
لا ظل بيد أو بشر
بقلبه ذكر و لين
وما قسى إن لان الحجر
يا ضحكة الأمس البعيد
العود خير من سفر
طواف دمعي كالشريد
وبيان نظمي مدخر
نذرت قلبي بكل عيد
لظبي على محياه السمر
كأنه الحلم الرشيد
وغمام مثقل بالمطر
او أنه برق رعيد
يردفه ودق وشكر
والشكر للرب الكريم
من أحيا بيدها والغمر
بغيث على السهل الوجيد
تهتان تدافع وانهمر
يدفعه رزاق العبيد
كالي علاقها بالصخر
وأننا نسري سعاة
ونحجم إذا شاء القدر
ما كان منا ناكث
لعهد وما خنا الذمم
ولا نرضى إن رفع الطعام
إلا على شبع الرمم
ولا نرضى بحيف اليتيم
ونشهرها على رؤوس القمم
ولا نرضى بذل لكريم
ندفعها بعالي الهمم
كبيرنا فينا سقيم
ما دام بالقوم سقم
كبيرنا يرعى الصغير
والنار إن هضمت هشيم
لنا نار عليها علم
لنا نار عليها علم
لنا بيرق بالناس قديم
عالي ويخفق للشمم
إن ترد الناس الغدير
وردنا لنبع بالقدم
وإن تأنف القوم الصرير
مخافة من يخشى القمم
لنا يراع ذو هدير
خط المفاخر بالقلم
وما نزلنا طعام لئيم
وما حمدنا من ظلم
وليس فينا والله عديم
شربنا الحميا بقحف الرمم
ونزلنا على أطراف مقيم
وما خالطنا شحيحها واللمم
رفعنا بيتا بالقويم
يظلله الشطب بدم
وما ذل بالحوض غريم
وغريمنا وافي الذمم
وما نكث لنا بيرق بديم
وتحته آساد الشيم
تركنا الدرهم كالسقيم
وتبعنا الذوابل ولا نذم
خاطرة من نظم وتأليف
مهدي عبد اللطيف رستم
تعليقات
إرسال تعليق