منتظرك....أسامة صبحي ناشى
(((( منتظرك ))))*
صافحني وحمل حقيبته وانطلق ....
وكأنه سلب الرشد مني وفؤادي سرق ...
هذا من كان يمد العون لي .....
حين الصعود وحين الهبوط وحين الغرق ....
ذهب ولم يترك لي موعدا للقاء ....
وعلى غير عادته لم يعد ....
ولم يذكر قلبا عليه ذاب واحترق ....
كم سخرت من موجوع لبعد خله ....
لكنني كذبت وهو في الوصف صدق ....
تمسكت بأصابعه الأنامل من الوجد ...
ونسي اللسان كلمات كم تحدث بها ونطق ...
جمدت أرصدتي لدى كل حبيب .....
فصرت أنت للقلب من أحب وعشق .....
وكيف لحياة في بعده أن تكون .....
وقد حاز كل الآمال وبها التصق .....
سأنتظرك مستحضرا كل ما فات ....
متذكرا ماتقدم من حروفك وما سبق ....
لا تمر الساعات في بعده ولا الأيام .....
وتحتل الذكريات ما تبقى من العقل .....
وكأنني في حالة لا حرب ولا سلام ....
تنطق الملامح بكل اللغات .....
أما اللسان فلا يقوى على الكلام ....
أباك يا بني في حاجة لإعادة إعمار ....
فبعدك جعله حطاما وأطلالا وركام ....
اشتاقت عيون أب بريء لإبنه .....
وما كان من ذنب له إلا الهوى .....
وقد أصدرت الأيام بحقه عريضة إتهام ....
مازلت أرى ملامحك وبيننا بلاد .....
وإن انقطع الأمل في كل شيء .....
فأباك لا يقصد إلا رب العباد .....
وأعلم أن الله يراني .....
وقبل أن أقول هزمني الشوق ....
سأجد من تمنيت قد عاد .....
فحتى تعود يا بني .....
علي الصبر وفيه الإتقان والإجتهاد ....
ولتلزم يا فؤادي الحدود .....
ولتتحلى في حق عجوز ....
الرفق واللين والعدالة والحياد ....
لم أجرب فيك يا بني بعد ولافراق ....
فمع آخر نظرة قبل الوداع .....
توقف التوقيت وخرج أباك من السباق ....
ذقت يا بني فيك جوانب وشوؤن .....
لكنني لا أتحمل طعن اللهفة والإشتياق ....
قربك يا بني جنة ونعيم ....
وبعدك لا يحتمل ولا يطاق .....
سأنتظرك يا صاحبي ....
رغم كل ما بيننا من حدود ....
سأنتظرك ولن أمل .....
حتى ترجع حتى تعود ....
سأنتظرك متلهفا للقاء ....
كي أضع بين يديك ....
ما أبرمت لك من وعود ....
سأنتظرك مقدما لك الشارة ....
كي يعلم الجميع ....
من الأجدر أن يقود ....
سأنتظرك وما لدي من بديل ....
فالأمل عليك ثابت ومعقود ....
فبينك وبين أبيك مواثيق ....
وإتفاقات ومعاهدات وعقود ....
ولغة خاصة ومفرداتها ثمينة ....
ومساحات من مكاسب وربح ....
لكن الربح لا يحسب بأموال ونقود ....
أسامة صبحي ناشي
تعليقات
إرسال تعليق