*. فِي مَزَادٌ نِسَائِي * // بقلم أ. أحمد عبد الحي

 ******. فِي مَزَادٌ نِسَائِي ******

أَبِيع نَفْسِي فِي مَزَادٌ نِسَائِي
بَخْسًا رَهَن إنْ أَرَدْنَ شِرَائِي
قَالَت مدلِلَّتِي فِي قَلْبِهِ نَبْض
كَيْف السَّبِيل لحكمتي ودهائي
إنِّي كهاجرة لاَ أَبْتَغِي ثَمَنًا
حَسَناً فَعَلْتَ إنْ شَرَيْت جفائي
قَالَت معذبتي عُذْرًا لِخَاطِرِه
"أسميتها غادَة لِلطِّبّ ودوائي"
إنِّي أثْمَن إخْلَاصًا وحالمة
لَكِن حَظِّي فِي الْحُبِّ أشلائي
ثُمّ أنبرت فِي الصَّحْنِ خالعة
عَهْد الْوَفَاء بِلَا ثَمَنٍ لإروائي
غَرِيبَةٌ وَقَفْتُ فِي الْجَمْعِ قَائِلُة
أَنَا أَشْتَرِي عُزِي بإصغاء
راودته زَوْجًا وأعجبني
بَعْد الترمل أَن أَهْوَى لِإِعْلَاء
ثُمّ اِخْتَفَت فِي سَاحَةِ تَتْرَى
لِمَا الْتَفَت سَرَابًا كَان إمْلَائِي
كَم رَاقَبْت فِي الْجَمْعِ فاتنتي
مِنْ بَعْدِ عُمَرَ مَضَى فِي الْوَجْد أترائي ! !
ضَحِكْت زَوْجَتِي فِي الصَّحْنِ قَائِلُة
إنِّي أَرَاهُنّ فِي عَوْدِ لإثرائي
كَانَت بُضَاعَة مُزْجَاةٌ فَاحْفَظْهَا
عَبَّر السِّنِين فَمَا بِيعَت لأهواء
أَنْ يَكْتُبَ الشَّعْر أرقبه بخاطرتي
حَسْبِي يَخُون بِهَا بِالشّعْر لِوَفَاء
ظَهَرَت بزيها لِلْجَمْع فاتِنَة
قَالَتْ أَنَا أَشَرْيَه بوفائي
راودتها عَن عُهُود الْحَبّ
فأبتسمت
لِمَا الْتَفَت لَم أَفْطَن لِإِغْرَاء
ثُمّ اسْتَعَذْت إذَا شَيْطَانَة تَسْعَى
أَنْ تُهْدَمَ العش لَا تَرْجُوه لبنائي
إنِّي فُتِحَت مزادا لَسْت أَعْرِفُه
كَم راهنت مِنْ الْبَادِيَةِ والنائي
مَنْ يَشْتَرِي الشَّيْبُ فِي عَجْزِ مُكَابَرَةٌ
مَنْ يَشْتَرِي الْأَيَّامِ إنْ رَحَلْت بأنوائي
مَنْ يَشْتَرِي الْعُمْرِ أَنَّ تَفْنَى أواصره
مَنْ يَشْتَرِي الْحَبّ أَن ترهنه أشلائي
مَنْ يَشْتَرِي الْقَدّ أَن هشت بَوَادِرُه
مَنْ يَشْتَرِي الشَّعْرِ إنْ تَجْهَلُه أَصْدِائِي
مَنْ يَشْتَرِي الطِّبّ بَعْد الْعُمْر أَحْقَنَه
فِي نَبْض عَقْلِيٌّ لَا يُجْدِيه إدوائي
مَنْ يَشْتَرِي الْحَبّ لاشئ يُسَاوِمُه
مَنْ يَشْتَرِي الْكِرْهَ أَن تَلَفُّظِه بدمائي
لَا تَشْتَرِي الْعَبْدِ إلَّا والعصى مَعَهُ
مِنْ يَشْتَرِي الْحُرِّ أَنْ يَعْجَزَ لإصغاء
أَبِيع نَفْسِي لَا تشريه فاتِنَة
يَا حَسْرَةً النَّفْسَ أَنْ بِيعَتْ بأشيائي
أحمد عبد الحي ٣٠-١-٢١

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

علامة إستفهام؟فتحي موافي الجويلي

((خَاطِرة : رَاجع حِسَابك )) ✍أبو بكر الصيعري