حين تؤرقني الذكرى..ثريا مرتجى
حين تؤرقني الذكرى...
ولما أرخى الليل وصاله على عشق السماء اندثر الشفق الأحمر باكيا وتمايلت كل ألوان الطيف نحو المغيب..
تماثلت خيوط الشمس الذهبية للشفاء بعد مخاض عسير مكفهر المحيا تفاقم عندما اقتحم ضباب أسود
وزخات مطر مهولة جميع المسالك الوعرة
كيف السبيل للرحلة الموعودة ؟؟؟
وحقيبة الأمتعة مكتظة يصعب حملها مشيا على الاقدام..تلك الأقدام المشؤومة التي نحر المشي
أصابعها اللينة وأنت تسمع من حين لآخر أصداء أنينها المتقطع معاتبا أهوال الأعوام وشراسة السنين لازالت عقارب الساعة تذوي في أذني كركام عتيد يخاصم أفول هيبتها وشموخها وينعي جمال حقبة ماضية لن تعود
طلبت منه ان يسرع الخطى بذل تمجيد مؤلفاته الأدبية المشبعة بأفكاره البدائية والملتحفة بأسمال بالية غريبة جدا عن بيت القصيد وكنت أتجنب دوما منطق النقد اللاذع كي لا ينزعج مزاجه المتمرد.
أصبح الإستعداد للرحلة ثقيلاً يوحي بالخلاف والاختلاف في كل شيء كأنه واقع مرير يرفض كل المستجدات الظالمة كم كانت خجولة عقارب الساعة الشامخة وهي تمشي في حياء وعلى استحياء ماقطع الزمن سيوفها او تطاول الفراغ القاتل على مروحتها الٱمنة.
وما كان يحقن حفيظتي أنه يبدي أسفه الشديد ويتمنى الرجوع للبيت ليلقي نظرة كعادته على الشجيرات والبراعم ..أنهكني تعب المشي المريب والخوف من مسافات مبهمة ؛كنت من حين لآخر أربت على كتفه وخصلاته الفضية الوقورة وأزرع في شريانه روح عشق المغامرة رغم ذبول ملامحه الملونة بتجاعيد خريف العمر وكأنني أحمل كثبان رمال تلك الفيافي الشاسعة الجرداء على أكتافي المتعبة.
فجأة وبدون سابق إنذار داهمتنا عاصفة رملية قوية غير متوقعة..
رحمتك يا إلهي..؟؟!!!
تهنا..وتاهت أفكاري الصائبة من فرط سوء الفهم فطلبت منه اقتفاء آثار قوافل الهجن لأننا مهددين بالعطش والضياع فرفض أفكاري الصعبة بقوة.
أقنعته بصدق فكرتي بعشق ولين بعد ان تماثل غضب طبيعة الصحراء للشفاء والإنتعاش
فسرحت عيناه النائمتين في صلب أعماقي ورقة ملامحي الحسناء واستسلم لعذوبة سبات عميق تحت شاعرية القمر الأحمر وهيبة السماء .
ابتسم ثغر إشراقة الصباح الملون بخيوط الشمس الذهبية الدافئة...
بعد أن لاح فجر جديد نابض بالسحر والجمال وعذوبة
أصوات رخيمة تسللت من خيام الرحل تردد ٱيات الحمد والقناعةعلى نبرات ناي عتيق من صنع أعواد طروبة.
كم كان اعجابي مفرطا بتلك الواحات الخضراء التي تسابق الزمن من أجل كسرة رغيف محفوف بالمخاطر وهوية الإنتماء المشرفة.
هم أناس طيبون يقاومون غضب الطبيعة الشرسة.
أديم خيامهم البالية شاهد إثبات على قيمة نكران الذات وعزةالنفس الأبية يحزمون أوساطهم بمرايا الصدق والوفاء من بريق جباههم تقتات الواحات الخضراء السخية
لايأفل نجم التحدي والعطاء عن سواعد صلبة قوية وطاقات تتبدد عرقا كل هنيهة من حر الفيافي المحرقة تكد وتجتهد لتحتفي ببساطة العيش ودفء الحياة وراحة بال مفقودة في صخب المدن السابحة في الشخير والضوضاء والتفاخر بالتمدن والعيش الرغيد.
تقاسموا معنا طعامهم وملح عفويتهم التلقائية أما تفاصيل قصاصاتنا فقد اختفت بغروب شفق الإختلاف وشروق يوم جديد.
بقلمي ثريا مرتجي المملكة المغربية .
تعليقات
إرسال تعليق