الحبيبُ البعيدُ...شعر حسن المستيري
الحبيبُ البعيدُ
(هائيّة على بحر المتقارب)
سلامي لروح الحبيبِ البعيدِ.
أما آن لي أن أعود رباهُ
هواه كما الوردُ أضحى شذيّا.
يفوح فتهفوا القلوب وراهُ
بطيبِ الكلام وحُسن المحيّا.
أطاحتْ بقلب عصيٍّ مناهُ
فكم بتُّ ليلي بحبّه أهذي.
فقيل تطوف المنايا سماهُ
وأسلمتُ قلبي لمولاي ربّي.
فإمّا شفاءه و إمّا قضاهُ
هي مارِدَ الشّعر أحيتْ بروحي.
و قد خلت أنّي فقدت خطاهُ
و إنّ كلامي أنا منتقيه
رحيقَ الورود تطوقُ الشفاهُ
بهالاتِ حسنٍ تضيء الليالي.
كقنديل بحرٍ يُشعّ ضياهُ
فكم أشرق الصّبح في وجنتيها.
وغاب على الفرع حينا ضحاهُ
و عقد اللآلي تجلّى بفيهٍ.
إذا إفترّ فاح بطيبٍ كساهُ
دبيبُ الأنامل فوق ضلوعي.
كعزف البيان جميلٌ صداهُ
و من فوق نهدٍ و نهدٍ تفيض
ينابيع حبٍّ فريدٍ سخاهُ
تصبُّ بجيدٍ كجيد الأرامي.
شرابا معتّقْ وفي منتهاهُ
فمنه إذا ما ارتويتُ نسيتُ.
جراحا وذكرى ودمعا سقاهُ
زمانٌ عجيبٌ يذلُّ المحبَّ.
إذا ما أحبّ فبان هواهُ
و إنّ هيامي كفجر تجلّى.
على كلّ أرض و بحر سناه
فما عدتُ أخشى ملاما و عُتبا.
فإنّ إشتياقي تعدّ مداهُ
سلامي لروح الحبيب وبعدُ.
بعذبِ الأماني سيحلو لقاهُ
إمضاء : حسن المستيري
تونس الخضراء
تعليقات
إرسال تعليق