إمرأة في منتصف الطريق .. بقلمي علي حسن
3107 جزء 10
إمرأة في منتصف الطريق .. بقلمي علي حسن
ماذا أقول في سيدةٍ ..
نثرت من بتلات الفؤاد ..
وزرعت من سنين عمرها العجاف في تجاعيد الحياة
لتنبت من مفاصلها بتلات في صدرها يوم جديد
وما زالت في منتصف الطريق إمرأة تتكِيء على نفسها
فسيدة الأرضِ التي أصبحت في صدر الأوراق
حكايةً على ألسِنَةِ الحياة في تساؤلات لعلّها
تغازِلُ خاصِرَة الأقلام في قِصَةٍ تقرأُها ألسِنَةَ البَشَر
ومن مرّ هنا على صدرِ السطور بِالتحيةِ على
إمرأةٍ باتَ سُكناها في فيافي الأرضِ
وبين جدران الشتات التي حطم أعمِدَتُها ذاكَ الإعصار
لِتغادِرَ بساط الحياة وعلى كتفيها تحمِلُ أوراق هويتها
لِتغيبَ في مُستنقعِ الأوجاع الذي أدمى مفاصِلها و
تغوصَ في بُحيرَةٍ لوَثتها عروبَتنا ووجه إنسانيتنا
بِالصمتِ المباح وأولائك الذينَ أماتوا فيهمُ القلوب
ولوثوا وجه حاضِرَنا الأبكمُ بِالجهلِ المستدام وحتى
أصبحَ اليومُ لا يُنجِبُ من الحياة شيئاً يُذكر
فكيف له أن يكون وكيف لنا أن نكون .. ..
لِتصرخ قِبابَ المساجِدَ ويعلوا صوتَ الماذِنَ بِ
الله أكبر الله أكبر
وتقرع أجراس الكنائِسَ
وتصرخ حناجرنا بِلُغةَ التوحيد وأناشيدَ العزة حتى
يكتملُ سِباقَ الأقلأم وألسنة الشعراء على أبواب القدس
ونكتب من محبرةٍ بركانها الدموع قصتنا على
خدود الزمان لِيرتلها اليومُ الغافي في حضنِ ليلٍ مبهمٌ
وقد أسدلَ من ستائِرِه على حقيقةٍ ما جاءت بين السطور
لِتقرأها أقلامٌ ما زالت تبحثُ عن شيءٍ ما قد
يكون على هامِشِ السطورِ تلفظَ أنفاسه المعاناة
لعلّه يكون في غفوَةٍ ما على خاصِرَةِ ليلٍ أسدلَ من
ستائِرِه التي مزّقها الإعصار
فتناثرت بين أزقة الأيام وعلى أرصفة الطريق
أوراق هويتها التي تعطّرَت بِدِماءٍ نَزَفَتها مفاصِلُها
ودمعات بَكَت على أنفاسُها التي سقطت من عيونٍ
تمرّدَت على الموتِ إلى أن تَجِدَ ما أضاعته خلفها
لعلّها تكون في لحظةِ إستراحة تحت حطام الديار
أو لعلّها تكون لحظةً ما لِتمردٍ لِهذا اللّيلِ الذي
رفض ويرفض أن يكون تكوينه الصمت والسكوت
ويرفض أن يكون سكناه تحت حطام الزمان الواهن
لِينهض ذاكَ الجسد الغافي تحت الركام وعلى
كتفيه حقيقةً ما زالت حتى اللحظةِ مُبهمةً
وقد تكون تناثرت حروفها على كتفي غبارَ الحاضِرِ
وذاكَ الذي باتَ بين أجداثَ الحياة رغم الحياة
وذاكَ الحضورَ المُبهمُ وقد يكون ذاكَ هو
عالمُنا الأبكمُ العقيمُ الذي لا يُنجِبُ من رحِمهِ شيء
والتي تُصَوِرَ أصلَ الحقيقةِ
وتِلكَ التي سكَنت بين السطورِ تبحثُ عن مُستفيقٍ
يُغيثها ولعلّ يُعيدَ لِلحياة هيبتها
ويُعيدَ الحياة لِذاكَ الجَسَدِ الذي أصبحَ فقط
سُكناه تحتَ حِجارةِ الركام لِتستمِرَ الرِحلَة
رِحلَة البحثِ عن الذات وما تاه منها يحملُ الذِكرى
لعلّها هي سيدةَ الأرضِ وهرمُ العنوان التي ما زالت
تتوشح ثوبَ الحرية على صهوةِ بُركانٍ إلى أن
يهدأ البركان ويسكنُ عند ضِفافِ الشطآنِ يوماً ما
فكيف تكون النِهايةَ إن وُجِدَت
وكيف لِلأقلام أن تكتبَ البِداية التي لم تبدأ
فكيف لِفصولِ سيدتي أن تنتهي وهي ما زالت
في رِحلةِ البحثِ عن حقيقةٍ تركتها خلفَها إلى أن
يهدأ البركان لعلّها تجد بين غبارهِ ما ضاع من
سنين عمرها حتى يتوقفَ القلمُ عن تصوير السطور
وتكوين معاني الحياة من الحياة وما
وما زالت إمرأةً في مُنتصفِ الطريق ولم تنتهي
إلى أن تنتهي بها الحياة أو يكون لها يوماً جديد
تبتسِمُ له شِفاهَ الشمسِ التي
آن لها أن تُشرِقَ بِثوبٍ يَعشَقُ الحرية مع الحياة
وما زالت إمرأة في منتصف الطريق تبحثُ
عن شيء ما يكمنُ بين تجاعيدها حروفاً في
تكوينها تسكنُ من حروف الضاد صرختها لعلّ
هنا تتوقف الحكاية ويقِفَ القلَمُ عن الكِتابَةِ
لكني أقولُ ما زالت حتى اللّحظة إمرأةً
في منتصف الطريق لعلّها تَجِد ما يُرطِبُ دمعاتِها
إلى أن تُغادِرَ أسِنةَ الأقلامِ في لحظةٍ ما من الإنتظار
إلى عودَةٍ لِبيتٍ تعيدَ بِناءه لِتسكُنه الحياة عندها
قد تكونَ وصلت إلى حدودِ الشطآن والتي
تكونَ سكَنت في صدرِها رِحلتها
لِتقِفَ معها ختامُ الرِوايَة
.. علي حسن ..
تعليقات
إرسال تعليق