مزامير الغياب والعتاب...قلم عبد العالي لعجايلية

 مزامير الغياب والعتاب

في زوايا الروح، تتراقص الأصداء،

أصوات غيابك ترسم في الليل ألوان العتاب،

كأنما الزمن قد قُسّم بين السكون والجنون،

تنشر رياح البعد غبارها على قلوب كانت بالأمل مشغولة.


يا من غبت عن القلب،

وتركت فيه فجوات من أشواك،

كيف لك أن تسكب خمر الذكريات في كأس الألم،

وتترك صداها يعزف لحن الفراق،

بينما تلهو الرياح بأوراق شجرة الحبّ الميتة؟


أنت السحاب الذي جاء بعبير المطر،

ثم غاب دون أن تترك لي شتاءً يسقي ظمأي،

آه، كيف تُمارس الغياب كفنٍّ عتيق؟

وكيف تعزف على أوتار الذكرى،

بينما تراقص الأوجاع في قلب لا يعرف السكوت؟


سأكتب على حواف الشوق،

قصائد تسرد ما بين صدق اللحظة وكذب الزمن،

فكل حرفٍ يحمل طعمة الفراق،

وكل كلمة، حكايةُ عتابٍ توّجت بالألم،

أنتي وأنا، ثنائية في دوائر الزمن،

تحت سماءٍ تمطر خيبات الحبِّ وعبارات الندم.


في متاهات الغياب، تسكن أبعاد من الزمن،

تساؤلات تُلازم الروح: هل نحن كائنات محكوم عليها،

أن تعيش في ظلال الذكرى،

تتقلب بين الأمل والخسارة،

كما تتلاعب الأمواج بشراع سفينة وحيدة؟

هل نحن نُعاقَب بقدرٍ مُستقرٍ،

أم أننا نختار طريق الألم بإرادتنا؟


لا تحسبيني سأنسى،

فالأحاسيس فيّ كالجبال لا تتزحزح،

وأنتِ،

ما زلتِ في أعماقي،

أسطورة من الغياب،

وحنين يُنشد لحن الذاكرة،

تتجلى كفجرٍ مشوبٍ بالسواد،

فهل عودتي ستطفئ لهب الجراح؟

أم ستظل سفنُ الروح تجوب بحار الألم،

بين شواطئ الذكريات المنسية؟


هذا هو حال العتاب،

قصيدة تُكتَب بنبض القلب،

تسافر عبر البحار،

لتحطَّ على شواطئ الذكرى،

تُذكي النار في الروح،

تسير بين متصادات الحب،

فتشتعل،

بينما تخبو ضوء الأمل،

في جنبات روحٍ مثقلة بالأفكار.


ولأن الألم فلسفة تُخاطب الوجود،

فإن كل غياب هو درسٌ قاسٍ،

يُعلِّمنا أن الحب ليس مجرد كلمات،

بل هو تداخل الأرواح،

ورحلة نختبر فيها حدود إنسانيتنا.

وكأن الروح تتعانق مع الألم،

تستمع لقصص المعاناة،

لتتحول إلى نغمٍ ساحر،

يسرد تفاصيل الوجود في عالمٍ يموج بالخيبات.


فليكن عتابي مزامير تعزف في أروقة الذاكرة،

وليت في عودتك ضوءٌ يبدد ظلام الفراق،

فكلما تلاقت الأرواح في لحظة تجلي،

أدركنا أن الحب ليس غياباً،

بل هو بقاءٌ في ذاكرة الروح،

تعيش به العواطف،

وتعيد تشكيل الوجود بحروفٍ من نور.


بقلم : عبد العالي لعجايلية


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

علامة إستفهام؟فتحي موافي الجويلي

((خَاطِرة : رَاجع حِسَابك )) ✍أبو بكر الصيعري