دور الإعلام في هزيمة الأمة...الهادي خليفة

 دور الإعلام في هزيمة الأمة

ما وصلت إليه الأمة من تشظي وتشرذم وتبعية يفترض بنا أن ننظر إليه بتمعن، ونحلله لنضع أيدينا على السبب لعلنا نجد حلا يخرجنا من هذه الحالة المزرية التي وصلنا إليها والتي ستقودنا الى مجاهل ودهاليز مظلمة أكثر قتامة مما نراه اليوم..

ويجب علينا جميعا أن نعمل الفكر دون أن نلقي اللوم على بعضنا البعض ..

حالة البلاد العربية من المحيط للخليج تستدعي وقفة جادة، فقد فقدنا أبسط مقدرات السيادة، بحيث أصبحت دفة سفينتنا في يد الغير وليت هذا الغير محايدا، بل هو العدو المتربص بنا..

السبب الذي أراه هو الدور السلبي الذي يلعبه الإعلام والغياب التام للثقافة..

فالإعلام تمت السيطرة عليه و توجيهه ليقودنا الى إنهزام داخلي، فنحن نصبح ونمسي على أخبار بطولات عدونا، ويتم تصويره لنا على أنه لا يقهر ولن يقهر، حتى وصلنا الى درجة اليقين من ذلك..

وفي نفس الوقت يتم زرع فتن وسفاسف بيننا لتغريب أجيالنا، وإبعاد كل من له ذرة إنتماء لهذه الامة عن المشهد..

وتصويرنا للعالم بأننا همج لا نستحق العيش، بل إننا عالة على العالم ويجب التخلص من هذه الآفة التي تدعي أنها أمة..هكذا يتم تصويرنا..

وللأسف الشديد أن هذا الإعلام يتحدث بلغتناو ينطلق من ديارنا..

ويساهم مساهمة فعالة في ترسيخ الإنهزام في نفوسنا..

فقد تم التركيز على السلب والنهب عندما يتم إسقاط نظام..

وتفصيل البحث عن الجرائم اللإنسانية التي تتم في سجون انظمتنا، وأنا لا أدافع عن أي نظام، ولكن هل تخلو بلد من سجون وظلم..وليس غوانتانامو وابوغريب ببعيد عنا، وما يجري في سجون الإحتلال ضد الاف الفلسطينيين خير شاهد على ذلك..

ولكن يتم التغاضي عن ذلك ليس صدفة بل عن سبق إصرار وترصد..

فكل وطني غيور يتم نعته بالإرهاب، و وصمه بأنه خارج عن السرب، وكل من يقول كلمة حق يتم دفنها سريعا حتى لا يسمعها الأخرون..

و العلماء يتم تهميشهم بحجة انهم علمانيون، وقد يُخرجونهم عن الملة إذا نطق أحدهم بكلمة أو عارض بعقل ما يحاول الجهل أن يرسخه في القلوب..

تخيلوا معي لو أن الجرائم التي ترتكب ضد أهل فلسطين عامة أو غزة خاصة أو ما يجري في السجون لألاف الأبرياء قامت بمثقال ذرة منه دولة عربية ..ماذا كان سيحدث..

والثقافة السائدة والممنهجة لتحطيم الأجيال من تركيز على توافه الأمور، بداية من حرب البسوس ومهاترات جرير والفرزدق مرورا بعنتريات ابن كلثوم وإبن المنذر والغساسنة، وصولا الى  مدغشقر وما جرى بين بول وفرجيني، وغيرها، والبعد كل البعد عن ثقافة بناءة قد تزرع إنتماء..

غياب المثقفين عن المشهد ليس صدفة أيضا بل هو نتيجة مخطط موضوع بعناية ومدروس بتعمق..

وها نحن اليوم نمجد عملاء و خونة، ونصمت عن جرائم ضد إخوتنا ونحن قادرون على نصرتهم لكننا مأمورون بالصمت..

ثورة ثقافية وإعلامية مطلوبة..

وإعلام حر شريف مطلوب بإلحاح، فقد مللنا هذه القنوات التي تكرس الفرقة، وتمجد الأعداء، وتقلب الحقائق..

ومللنا هذه الوجوه المرعبة التي أصبحنا نفطر ونتغذى ونتعشى على مشاهدتها..

فلا يخلو بيت عربي من صور زعماء عصابات الهمج وشياطين الأنس وهم يتبجحون و يتوعدوننا بالموت..

ومللنا من هذا الإنبطاح الذي عليه عبّاد الكراسي..

الأمة بحاجة لمنقذ ينقذها من هذا التيه، ويعود بها الى الرشد، فمادمنا نتنفس يعني أننا لم نمت..

وأمامنا العديد من الفرص، وبإيدينا الكثير من الأسلحة التي يمكن إستخدامها.

فهل نفعلها؟!....فنحن بصمتنا هذا مصيرنا الى زوال...وللحديث في القلب منه بقية.

  الهادي خليفة الصويعي..ليبيا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

علامة إستفهام؟فتحي موافي الجويلي

تحايا...توفيق السلمان