"أسرى الهوى"...فضيل عبدالناصر دردور
..........."أسرى الهوى"........!!!
يسكنني لومُ أحبابي إذا جاروا *
فقلبي في هواهمْ دائمُ الحيرَهْ
أعُدُّ العذرَ دومًا كي أواسيهمْ *
وأضمُّ الجرحَ منهم رغمَ ذا الجورَهْ
حياتي دونهمْ مثلُ الدجى أبدًا *
ولا طعمٌ لها، إن غابَ لي نورَهْ
ويحي إذا قلبي هوى مَن كانَ قاسيًا *
وقد أغلقَ الحُبَّ بمفتاحٍ منَ الغدرَهْ
سقاني كأسَ صَدٍّ زادَ من ألمي *
فما ارتويتُ، وقلبي زادَ في الذكرَهْ
لا عقلَ يُجدي، ولا نصحٌ يُعيدُ هُدى *
فما سلوتُ، وأمري ظلَّ في الفِكرَهْ
تُحلّقُ خواطري في الجوِّ طامحةً *
لكنَّ نورَ الرجاءِ غابَ عن أُفُقَهْ
أتيتُ بحرَ الهوى أرجو سكينتَهُ *
فغصتُ فيه، ولم أدرِيهِ منْ عبرَهْ
أُعاتبُ القلبَ في حُبٍّ يُعذّبني *
وأعلمُ الحُبَّ في طُرقي هوَ القدرَهْ
أظلُّ أبحثُ عن دفءٍ أُبدّدُهُ *
لكنَّ لوعتَهُ تُخفى معَ الأثَرَهْ
لو أنّهمْ شعروا بالوجدِ في مهجتي *
لأدركوا أنّني أفنيتُ منْ عُمُرَهْ
يا ليتَ لي من هواهمْ بعضَ سلوةِ نفسْ *
لكنَّ قلبيَ في أحلامهِ انكسرَهْ
رأيتُهمْ في خيالي حينَ أذكرهمْ *
فزادَ في القلبِ ما ألقى منَ السهَرَهْ
أسيرُ وحدي وقلبي يشتكي ألمًا *
كأنّهُ بينَ نارِ الحبِّ منْصهرَهْ
أحبُّهمْ رغمَ أنّي قد أذوبُ أسى *
وما وجدتُ لهمْ في خاطري عذَرَهْ
كأنَّ قلبيَ منْ أشواقهمْ شُعلةٌ *
أضاءتِ الليلَ، لكنْ زادَ في الخطرَهْ
رُوحي تُنادِي على الأحبابِ في ولهٍ *
ولا أراهمْ، وقلبي ما شكا الضجرَهْ
تُطاردُ العينَ ذكرى ظلّهمْ أبدًا *
وتسكبُ الدمعَ من أحزانها الغمرَهْ
وإنْ جفوني وخلّوني بلا سببٍ *
ظللتُ أحيا وفي صدري لهمْ ذكرَهْ
أقولُ نفسي تعالي واغفري لهمُ *
لكنَّ جرحيَ قد ضاقَ بمنْ عذرَهْ
أحبُّهمْ، رغمَ أنّ البُعدَ أرهقني *
كأنّني بينَ أحزاني أرى قمرَهْ
يا ويحَ قلبي إذا ناديتُهمْ أملًا *
فلم يُجِيبوا، وظلَّ الوصلُ منحدرَهْ
أعيشُ وحدي، وروحي بينَ أمنيةٍ *
ألا يفارقَ قلبي لحظةَ البصرَهْ
إذا أتاني شعاعُ الوصلِ من فرحٍ *
رأيتُهُ مثلَ طيفٍ زالَ في السفرَهْ
كأنَّ بحرَ الهوى أمسى معي سجنًا *
وليسَ فيهِ لقلبي مهربٌ يمرَهْ
فضيل عبدالناصر دردور الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق