"حين يتجلى البؤس.. هنا وطني"...أ. عبد العالي لعجايلية
"حين يتجلى البؤس.. هنا وطني"
في بلادي حيثُ الأفكارُ تُوأدُ في المَهـدِ
وتُطفأُ أحلامُ الشبابِ على الوَعدِ
تُغلقُ الأبوابُ في وجهِ المدى فإذا
بصوتِ الإبداعِ مُرتحلٌ إلى البَعدِ
نُساقُ لِلَهثٍ وراءَ العيشِ في قلقٍ
كأنَّنا نَحرثُ الأوهامَ في الجِـلْدِ
ففاتورةٌ جارتْ على فقرٍ يُجاورُنا
تزيدُنا غرقًا كأيامٍ بلا عَـدِّ
كهرباءُ تُضيءُ عُمرًا لا حيـاةَ بهِ
وغازُنا يتلاشَى هائمًا كالوَعْـدِ
والماءُ شُحٌّ وفي أيدينـا نُمسِكُهُ
لكنَّه هاربٌ كالصبرِ من جَلَـدِ
والعيدُ يمضي ثقيلاً لا نَذوقُ بهِ
إلا الضّياعَ ورُوحًا ضِعفُها زادَ حَـدِّ
والكبشُ يَشربُ من قوتِ الأُسَرِ دَمَهُ
فينحرونَ بهِ أملًا بغيرِ رَشـدِ
حتى الغراماتُ تأتي دونَما سَببٍ
كَقَدرِنا الغامضِ المَكتوبِ في اللَّحْدِ
فإنْ تكلّمتَ جاءَ الصّمتُ يَجذِبُنا
وإنْ سَكَتْنا ظَلَلنا في الجحيمِ نَدي
في بلادي الحُرّ لا يُبصِرْ غدًا أبـدًا
كأنَّهُ طيفُ شَبحٍ ضاعَ في السُّهدِ
نمشي جِوارَ جدارٍ أَوهَنَتْهُ رياحُنا
ونَحتمي صَمتَنا نَخشى من الغَـدِ
وكيفَ لا تَخطُرُ المَأساةُ في خَطَري؟
"البحرُ من قُبُلِكم" مِيثاقُنا الأبـدي
لكنَّنا غَرِقَتْ أرواحُنا سَلَفًا
والموتُ أَرحمُ من غرقٍ بلا مَدَدِ
في كلِّ زاويةٍ جَوعٌ يُراوِدُنا
وفي العيونِ قُبورُ الحُلمِ تَرتَعِـدِ
يا ليتَ أَوطانَنَا تُصغي لأَوجُعِنا
كي تُبعَثَ الرُّوحُ من موتٍ بلا عَمَدِ
عبد العالي لعجايلية.
تعليقات
إرسال تعليق