يا حافيَ الروحِ، يا عارياً من الضمير...أ. عبد العالي لعجايلية
يا حافيَ الروحِ، يا عارياً من الضمير
أما شعرتَ أنَّ الروحَ تبكي في صمتِها؟
كأنها غريبٌ فقدَ موطنه،
كأنها طائرٌ جُرِّدَ من جناحيهِ،
يسافرُ في ظلماتِ الفقدِ بلا نورٍ يهديه.
أما سألتَ ذاتكَ عن حبلِ الخلاص؟
لقد كنتَ أنتَ،
البحرَ الذي أغرقَ مركبَ الطمأنينة،
والريحَ التي بعثرتْ رمادَ اليقين.
أيها السائرُ في دهاليزِ الخطيئة،
أما شعرتَ أنَّ الجسدَ قفصٌ؟
وأنَّ الروحَ طائرٌ تُثقلُه قيودُ الندم؟
أما سمعتَ أنينَ السماءِ حينَ تُطفئُ نورَها،
وأنَّ الأرضَ تُخبئُ غضبَها خلفَ صمتِها الأبدي؟
يا عاشقَ التيهِ،
ما الذي ترككَ وحيداً في صحراءِ الذات؟
ما الذي أطفأَ قنديلَ الإيمانِ في أعماقِكَ؟
كأنكَ ظِلٌّ يفرُّ من النور،
وكأنَّ الروحَ، وهي تُناديكَ، لا تجدُ صدى!
أما علمتَ أنَّ الروحَ ميزانٌ؟
وأنَّ خيوطَ الكونِ تُغزلُ من أوجاعِها؟
ها هي الرياحُ تشهدُ خطواتِكَ،
وها هو الليلُ يُعريكَ من أقنعةِ التبرير.
لكنكَ لا تزالُ تبحثُ، أليسَ كذلك؟
تبحثُ عن صوتٍ يُنقذُكَ،
عن يدٍ تُنجيكَ من الغرقِ الأبدي.
تبحثُ عن شمسٍ تُعيدُ النبضَ إلى قلبِكَ،
لكنكَ، يا حافيَ الروح،
نسيتَ أنَّ النجاةَ تبدأُ من داخلك.
سيأتي يومٌ، حينَ تُسألُ: أينَ كنت؟
ستبحثُ عن جوابٍ في أعماقِكَ،
لكنَّ الصمتَ سيكونُ أثقلَ من الكلمات.
وحينها، ستعرفُ أنَّ الروحَ قد غادرتكَ،
وتركتكَ ريشةً تائهةً،
بينَ ليلٍ لا ينتهي، وصباحٍ لن يعود.
عبد العالي لعجايلية
تعليقات
إرسال تعليق